ألا لَيْتَ شِعْري كَيْفَ أَنْتَ إذا الْقُوى ... وَهَتْ وَإذا الْكَرْبُِ الشَّديدُ عَلاكا

تَمُوتُ كَما ماتَ الَّذينَ نَسِيتَهُمْ ... وَتُنْسى وَتَهْوى الْعِرْسُ بَعْدُ سِواكا

تَمَنَّيْتَ حَتَّى نِلْتَ ثُمَّ تَرَكْتَها ... تَنَقَّلُ بَيْنَ الْوارِثينَ مُناكا

إذا لَمْ تَكُنْ فِي مَتْجَرِ الْبِرِّ وَالتُّقى ... خسِرْتَ نَجاةً وَاكْتَسَبْتَ هَلاَكا

إذا أنْتَ لَمْ تَعْزِمْ عَلى الصَّبْرِ لِلأذى ... رَمَيْتَ الَّذي مِنْهُ الأَذَى وَرَماكا

إذا كُنتَ تَبْغي البِرّ فاكْفُف عَن الأذى ... وَما الْبِرُّ إِلاَّ أَنْ تَكُفَّ أَذاكا

أَخوكَ الَّذي مِنْ نَفْسِهِ لَكَ مُنْصِفٌ ... إِذا الْمَرْءُ لَمْ يُنْصِفْكَ لَيْسَ أَخاكا

وقال:

الوقت ذو دول والموت ذو علل

الوَقْتُ ذُو دُوَلٍ والْمَوْتُ ذُو عِلَلٍ ... والْمَرْءُ ذُو أَمَلٍ والنَّاسُ أشْباهُ

وَلمْ تَزَل عِبَرٌ فِيهِنَّ مُعْتَبَرٌ ... يَجْري بِها قَدَرٌ واللهُ أَجْراهُ

يَبْكي وَيَضْحَكُ ذُو نَفْسٍ مُصَرَّفَةٍ ... واللهُ أَضْحَكَهُ واللهُ أبْكاهُ

والْمُبْتَلى فَهُوَ الْمَهُجورُ جانِبُهُ ... والنَّاسُ حَيْثُ يَكونُ الْمالُ والْجاهُ

والْخَلْقُ مِنْ خَلْقِ رَبِّي قَدْ يُدَبِّرُهُ ... كُلٌّ فَمُسْتَعْبَدٌ واللهُ مَوْلاهُ

طُوبى لِعَبْدٍ لِمَوْلاهُ إِنابَتُهُ ... قَدْ فازَ عَبْدٌ مُنيِبُ الْقَلْبِ أوّاهُ ...

يا بائِعَ الدّينِ بِالدُّنْيا وَباطِلِها ... تَرْضى بدينِكَ شَيْئًا لَيْسَ يَسْواهُ

حَتّى مَتى أنْتَ في لَهْوٍ وفي لَعِبٍ ... والْمَوْتُ نَحْوَكَ يَهْوي فاغِرًا فاهُ

ما كُلُّ ما يَتَمَنّى الْمَرْءُ يُدْرِكُهُ ... رُبّ امْرِئٍ حَتْفُهُ فيما تَمَنَّاهُ

إِنَّ الْمُنى لَغُرورٌ ضلَّةً وَهَوًى ... لَعَلَّ حَتْفَ امْرِئٍ في الشَّيْءِ يَهْواهُ

تغْتَرُّ لِلْجَهْلِ بِالدُّنْيا وَزُخْرُفِها ... إنَّ الشَّقِيَّ لَمَنْ غَرَّتْهُ دُنْياهُ

كَأنَّ حَيًّا وَقَدْ طالَتْ سَلامَتُهُ ... قَدْ صارَ في سَكَرات الْمَوْت تَغْشاهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015