لأَظْعَنَنَّ إلى دَارٍ خُلِقْتُ لَها ... وخَيْرُ زادِي إِلَيْها خَيْرُ أعْمالِي
ما حِيَلةُ الْمَوْتِ إِلا كُلُّ صَالِحَةٍ ... أوْ لا، فَلا حِيلَةٌ فيهِ لِمُحْتالِ
وَالْمَرْءُ ما عاشَ يَجْري لَيْسَ غايَتُهُ ... إلا مُفارَقَةً لِلأهْلِ وَالمْالِ
إنّي لآمُلُ والأَحْداثُ دائِبَةٌ ... في نُشْرِ يَأْسِ وفي تَقْريبِ آمالِ
وقال رحمه الله:
سَلِ الْقَصْرَ أوْدى أَهلُهُ أَيْنَ أهْلُهُ ... أكُلُّهُمُ عَنْهُ تَبَدَّدَ شَمْلُهُ
أكُلُّهُمُ حالَتْ بِهِ الْحالُ وانْقَضَتْ ... وزَلَّتْ بِهِ عَنْ حَوْمَةِ الْعِزِّ نَعْلُهُ
أكُلُّهُمُ لا وَصْلَ بَينيْ وبَيْنَهُ ... إذا ماتَ أوْ وَلّى امْرُؤٌ بانَ وَصْلُهُ
خَلِيلَيَّ, ما الدُّنيا بِدارِ فكاهَةٍ ... ولا دَارِ لَذّاتٍ لِمَنْ صَحَّ عَقْلُهُ
تَزَوَّدْتُ تَشميرَ الْمَشْيبِ وَجِدَّهُ ... وفارَقَني زَهُوْ الشَّبابِ وَهَزْلُهُ
وَكَمْ مِنْ هَوًى لي طال مَا قَدْ رَكِبْتُهُ ... ومِنْ عاذِلٍ لِيْ رُبَّما طَالَ عَذْلُهُ
وعَذْلُ الْفَتى ما فيهِ فَضْلٌ لِغَيْرِهِ ... إذا ما الْفَتى عَنْ نَفْسِهِ ضاقَ عَذْلُهُ
لَعَمْرُكَ إنَّ الْحَقَّ لِلنَّاسِ واسِعٌ ... وَلكِنْ رَأيْتُ الْحَقَّ يُكْرَهُ ثِقْلُهُ
وَلِلْحَقِّ أهْلٌ لَيْسَ تَخْفى وُجوهُهُم ... يَخِفُّ عَلَيْهِمْ حَيْثُ ما كانَ حَمْلُهُ
وَما صَحَّ فَرْعٌ أصْلُهُ الدَّهْرَ فاسِدٌ ... وَلكِنْ يَصِحُّ الْفَزْعُ ما صَحَّ أصْلُهُ
وما لامْرِئٍ مِنْ نَفْسِهِ وتَليدِهِ ... وطارِفِهِ إلاَّ تُقاهُ وبَذْلُهُ
وَما نالَ عَبْدٌ قَطُّ فَضْلاً بِقُوَّةٍ ... وَلكِنَّهُ مَنُّ الإِلهِ وفَضْلُهُ
لَنا خالِقٌ يُعْطي الَّذي هُوَ أهْلُهُ ... وَيَعْفو ولا يَجْزي بِما نَحْنُ أهْلُهُ
أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ زالَ فَاللهُ بِعْدَهُ ... كما كُلُّ شَيْءٍ كانَ فَاللهُ قَبْلهُ
أَلاّ كُلُّ شَيْءٍ ما سِوَى اللهِ زَائِلٌ ... أَلا كُلُّ ذِي نَسْلٍ يَموتُ وَنَسْلُهُ