ولا مُلْكَ إِلا مُلْكُهُ عَزَّ وجْهُهُ ... هُوَ الْقَبْلُ في سُلْطانِهِ وهُوَ الْبَعْدُ
فَيا نَفْسُ خافي اللهَ واجْتَهِدي لَهُ ... فَقَدْ فاتَتِ الأَيّامُ واقْتَرَبَ الْوَعْدُ
فَخَيْرُ الْمَماتِ قَتْلَةٌ في سَبيلِهِ ... وخَيْرُ الْمَعاشِ الْخَفُّ والْحِلُّ والْقَصْدُ
تَشَاغَلْتُ عَمّا لَيْسَ لي مِنْهُ حِيلَةٌ ... ولا بُد مِمّا لَيْسَ مِنْهُ لَنا بُدُّ
عَجِبْتُ لِخَوْضِ النّاسِ في الْهَزْلِ بَيْنَهُمْ ... صراحًا كَأنَّ الهَزْلَ بَيْنَهُمُ جِدُّ
نَسُوا المَوْتَ فارْتاحوا إلى اللَّهْوِ والصِّبا ... كَأنَّ الْمَنايا لا تَروحُ وَلا تَغْدُو
وقال رحمه الله:
أَرى الشَّيْءَ أحْيانًا بِقَلْبي مُعَلَّقا ... فَلا بُدَّ أنْ يَبْلى وَأَنْ يَتَمَزَّقا
تَصَرَّفْتُ أَطْوارًا أرى كُلَّ عِبْرَةٍ ... وَكانَ الصِّبا مِنّي جَديدًا فَأخْلقَا
وَكُلُّ امْرِئٍ في سَعْيِهِ الدَّهْرُ رُبَّما ... تَفَتَّحَ أحْيانًا لَهُ أَوْ تَغَلَّقا
ومَنْ يُحْرَمِ التَّوْفيقَ لَم يُغْنِ رَأْيُهُ ... وحَسْبُ امْرِئٍ مِنْ رَأْيِهِ أنْ يُوَفقَّا
وَما زادَ شَيْءٌ قَطُّ إلا لِنَقْصِهِ ... وما اجْتَمَعَ الإلْفانِ إلا تَفَرَّقا ...
أنا ابْنُ الأَلى بادُوا فَلِلْمَوْت نسْبتي ... فَيا عَجَبًا ما زِلْتُ بِالْمَوْتِ مُعْرِقا
وَثِقْتُ بِأيّامى عَلى غَدَارتِها ... وَلمْ تُعْطِِني الأَيّامُ مِنْهُنَّ مَوْثِقا
ألاَ حُقَّ لِلْعاني بِما هُوَ صائِرٌ ... إلَيْهِ وَشيكًا أنْ يَبيتَ مُؤَرَّقا
أَيا ذِكْرَ مَنْ تَحْتَ الثرى مِنْ أَحِبَّتي ... وَصَلْتُ بِهِمْ عَهْدي عَلى بُعْدِ مُلْتَقى
تَشَوَّقْتُ فَارْفَضَّتْ دُموعِي وَلم أكُنْ ... بِأوَّلِ مَحْزونٍ بَكى وَتَشَوَّقا
وقال رحمه الله تعالى:
الرِّفْقُ يَبْلُغُ ما لا يَبْلُغُ الْخَرَقُ ... وقَلَّ في النّاسِ مَنْ يَصْفُو لَهُ خُلُقُ
لَمْ يَقْلَقِ الْمَرْءُ عَنْ رُشْدٍ فَيتْرُكهُ ... إلاَّ دَعاهُ إلى ما يَكْرَهُ الْقَلَقُ
الْباطِلُ الدَّهْرَ يُلْفى لا ضِياءَ لَهُ ... وَالْحَقُّ أَبْلَجُ فيهِ النُّورُ يَأْتَلِقُ
مَتى يُفِيقُ حَريصٌ دائِبٌ أَبَدًا ... وَالْحرْصُ داءٌ لَهُ تَحْتَ الْحَشا قَلَقُ