فَلَمْ يَرْضَ بالدُّنْيا ثَوابًا لِمُؤْمِنٍ ... وَلَمْ يَرْضَ بالدُّنْيا عِقابًا لِكافِرِ ...
وقال رحمه الله تعالى:
الْمَرْءُ آفَتُهُ هَوى الدُّنْيا ... وَالْمَرْءُ يَطْغى كُلَّما اسْتَغْنى
إني رَأيْتُ عَواقِبَ الدُّنْيا ... فَتَركْتُ ما أهْوى لِما أَخْشى
فَكَّرْتُ في الدُّنْيا وَجِدَّتِها ... فَإذا جَميعُ جَديدها يَبْلى
وَإِذا جَميعُ أُمورِها عُقَبٌ ... بَيْنَ البَرِيَّةِ قَلَّما تَبْقى
وَبَلَوْتُ أكْثَرَ أَهْلِها فَإِذا ... كُلُّ امْرِئٍ في شَأْنِهِ يَسْعى
وَلَقَدْ بَلَوْتُ فَلَمْ أَجِدْ سَبَبًا ... بِأعَزَّ مِنْ قَنَعٍ وَلاَ أَعْلى
وَلَقَدْ طَلَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ كَرَمًا ... أَعْلى بِصاحِبِهِ مِنَ التَّقْوى
وَلَقَدْ مَرَرْتُ عَلى القْبُورِ فَما ... مَيَّزْتُ بَيْنَ الْعَبْدِ وَالمَوْلى
ما زالَتِ الدُّنْيا مُنَغّصَةً ... لَمْ يَخْلُ صاحِبُها مِنَ البَلْوى
دارُ الْفَجائِعِ وَالْهُمومِ وَدا ... رُ الْبَثِّ وَالأَحْزانِ وَالشَّكْوى
بَيْنا الْفَتى فيها بِمَنْزِلَةٍ ... إذْ صارَ تحْتَ تُرابِها مُلْقى
تَقْفو مسَاويها مَحاسِنَها ... لا شَيْءَ بَيْنَ النَّعْيِ وَالْبُشْرى
وَلَقَلَّ يَوْمٌ ذَرَّ شارِقُهُ ... إلاّ سَمِعْتُ بِهالِكٍ يُنْعى
الْمَرْءُ يوقِنُ بالْقَضاءِ وَما ... يَنْفَكُ أنْ يُعْنى بِما يُكْفى
لِلْمَرْءِ رِزْقٌ لا يَموتُ وَإِنْ ... جَهَدَ الخَلائِقُ دونَ أَنْ يَفْنى
يا بانِيَ الدّارِ الْمُعِدَّ لَها ... ماذا عَمِلْتَ لِدارِكَ الأُخْرى
وَمُمّهِّدَ الْفُرُشِ الْوَثيرَةِ لا ... تُغْفِلْ فِراشَ الرَّقْدَةِ الْكُبرى