أَبُنَّيَ إِنَّ الذِّكْرَ فِيهِ مَوَاعِظٌ ... فَمَنْ الذِي بِعِظَاتِهِ يَتَأَدَّبُ

اقْرأ كِتَابَ اللهِ جَهْدَكَ وَاتْلُهُ ... فِيمَنْ يَقُومُ بِهِ هُنَاكَ وَيَنْصِبُ

بِتَكَرُّرٍ وَتَخَشُّعٍ وَتَقَرُّبٍ ... إنَّ المُقَرَّبَ عِنْدَهُ المُتَقَرِّبُ

واعْبُدْ إِلهكَ ذَا المَعَارِج مُخْلِصًا ... وأَنْصِتْ إِلى الأَمْثَالِ فِيمَا تُضْرَبُ

وإِذَا مَرَرْتَ بِآيَةٍ مَخْشِيَّةٍ ... تَصِفُ العَذَابِ فَقِفْ وَدَمْعُكَ يُسْكَبُ

يَا مَن يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ بِعَدْلِهِ ... لا تَجْعَلَنِّي في الذِينَ تُعَذِّبُ

إنِّي أَبُوءُ بِعَثْرَتِي وَخَطِيتِي ... هَرَبًا وَهَلْ إِلاَّ إِليكَ المَهَربُ

وإذَا مَرَرْتَ بآيَةٍ في ذِكْرِهَا ... وُصِفَ الوَسِيلةُ وَالنَّعِيمُ المُعْجِبُ

فاسْأَلْ إِلهكَ بِالإِنَابَةِ مُخْلِصًا ... دَارَ الخُلُودِ سُؤال مَن يَتَقَرَّبُ

واجْهَدْ لَعَلَّكَ أَنْ تَحِلَّ بِأَرْضِهَا ... وَتَنَالَ رَوحَ مَسَاكِنٍ لا تَخْرَبُ

وَتَنَالَ عَيشًا لا انْقِطَاعَ لِوَقْتِهِ ... وتَنَالَ مُلْكَ كَرَامةِ لا تُسْلَبُ

بَادِرْ زَمَانَكَ إِنْ هَمَمْتَ بِصَالِحٍ ... خَوفَ الغَوَالِب إِذْ تَجِيءُ وَتَذْهَبُ

وإذَا هَمَمْتَ بِسَيئٍ فَاغْمِضْ لَهُ ... وتَجنَّبِ الأَمْرِ الذِي يُتَجَنَّبُ

واخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْصَّدِيقِ وَكُنْ لَهُ ... كَأَبٍ عَلَى أَولادِهِ يَتَحَدَّبُ ...

والضَّيفَ أَكْرِمْ مَا اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ ... حَتَّى يَعُدُّكَ وَارِثًا يُتَنَسَّبُ

واجْعَلْ صَدِيقَكَ مَن إِذَا آخَيتَهُ ... حَفِظ الإِخَاءَ وَكَانَ دُونَكَ يَضْرِبُ

واطْلُبْهُمُو طَلَبَ المَرِيضِ شِفَاءَهُ ... ودَعِ الكَذوبَ فَلَيسَ مِمَّنْ يُصْحَبُ

واحْفَظْ صَدِيقَكَ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا ... وعَلَيكَ بِالمَرْءِ الذِي لا يَكْذبُ

واقْلِ الكَذُوبَ وقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ ... إِنَّ الكَذُوبَ مُلَطِّخٌ مَن يَصْحَبُ

يُعْطِيكَ مِن فَوقِ المُنَى بِلِسَانِهِ ... ويَرُوغ عَنْكَ كَمَا يَروغُ الثَّعْلَبُ

واحْذَرْ ذَوِي المَلْقِ اللِّئَامِ فَإِنَّهُم ... في النَّائِبَاتِ عَلَيكَ مِمَّنْ يَحْطِبُ

يَسْعَونَ حَولَ المَرْءِ مَا طَمِعُوا بِهِ ... وإذَا نَبَا دَهْرٌ جَفَوا وَتَغَلَّبُوا

ولَقَدْ نَصَحْتُكَ إِنْ قَبِلْتَ نَصِيحَتِي ... والنُّصْحُ أَرْخَصُ مَا يُبَاعُ وَيُوهَبُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015