وأخْتِمُ نَظْمِي بالصَّلاةِ مُسَلِّمًا ... عَلَى المُصْطَفَى الهايِ النَّذِيرِ أبِي الزَّهْرَا
وتَابِعهِم والتَابِعِين عَلَى الهُدَى ... إلى مَطْلُعٍ مِن مَغْربٍ شَمْسُها الفَجْرَا
وقال آخر: تأمل هذه القصيدة بدقة فيها عِبر ومواعظ وتزهيد فيما يفنى:
بِمَا قَدَّمَتْ أَيدِي الوَرَى سَتُعَذَّبُ ... فَنَاجٍ بِخَدْشٍ والكَثِيرُ يُكَبْكَبُ
أَمَا يَسْتَحِث من كان يَلْهُو ويَلْعَبُ ... (ذُنُوبُكَ يا مَغْرُورُ تُحَصْىَ وتُحْسَبُ)
(وَتُجمع في لَوحٍ حَفِيظٍ وَتُكْتَبُ)
وَأَنْتَ بِمَا لا يُرْتَضَى كُلَّ لَيلَةٍ ... أَمَا تَتَّقِي مَولاكَ في كُلِّ فِعْلَةٍ
تَبِيتُ بِلَذَّاتٍ وتَلْعَابِ طِفْلَةٍ ... (وَقَلْبُكَ في سَهْوٍ وَلَهْوٍ وَغَفْلَةٍ)
(وَأَنْتَ عَلَى الدُّنيا حَرْيصٌ مُعَذَّبُ)
فَلَو تَسْتَطِعْ أَخْذَ التُّقى وَرَحْلِهِ ... أَخَذْتَ وَلَو فِي بَيتِهِ وَمَحَلهِ
وَأَنْتَ على كَنْزِ القَلِيلِ وَجلِّهِ ... (تُبَاهِي بِجَمْعِ المَالِ من غَيرِ حِلِّهِ)
(وتَسْعَى حَثِيثًا في المَعَاصِي وَتُذْبِبُ)
وَتُعْرِضُ عَن فِعْلِ المَرَاضِي وَتَرْتَضِي ... فِعَالاً تُنَافِي فِعْلَةَ الدِّينِ الرَّضِي
أَمَا تَرْعَوي يا من على لَهْوهِ رَضِي ... (أَمَا العُمْرُ يَفْنَى والشبيبةُ تَنْقَضِي)
(أَمَا العُمْرُ آتٍ وَالمَنِيَّةُ تطلبُ)
فَلا تَغْتَرِر وَاحْذَرْ فَدُنْياكَ يا الغَدِي ... إِذَا أَضْحَكتكَ اليَومَ أَبْكَتْكَ في الغَدِ
أَتَلْهُو بِدَارٍ لا تَدُومُ لِمَرْغَدِي ... (أَمَا تَذْكُر القَبْرَ الوَحِيشَ وَلَحْدَه)
(بِه الجِسْمُ مِن بَعْدِ العمَارِةِ يَخْرَبُ)
وتَقْتَتِلُ الدِيدَانُ لا شَكَّ حَولَهُ ... وَمَا أَحَدٌ يَنْعِي ولا يَع عَولَهُ
أَمَا آنَ أَنْ تَخْشَى العَزِيزَ وَطولَهُ ... (أَمَا تَذْكُر اليومَ الطَّوِيلَ وَهَولَهُ)
(وَمِيزَانَ قِسْطٍ لِلْوَفَاءِ سَيُنْصَبُ)
فَتُوزَنُ أَعْمَالٌ فَتُخْزى رِجَالُهُ ... وكُلٌ يُجَازَى مَا جَنَتْهُ فِعَالُهُ