ثَكِلْتُكَ هَلْ حَدَّثَتَ نَفْسَكَ مَرَّةً ... بِملَّةِ إبْراهيمَ أمْ كُنْتَ مُعْدِمَا
فَفِي التِرْمِذي أنَّ النَّبِيَّ مُحَمَّدًا ... بَرِيءُ مِن المَرءِ الذِي كَانَ مُسْلِمَا
يُقِيمُ بِدَارِ أَظهَرَ الكُفْرَ أهْلُهَا ... فيا وَيحَ مَن قَدْ كَانَ أعْمَى وأبْكَمَا
أمَا جَاءَ آياتٌ تَدُلُّ بِأَنَّهُ ... إذَا لَمْ يُهَاجِرْ مُسْتَطِيعٌ فإنَّمَا
جَهَنَّمُ مَأْوَاهُ وسَاءَتْ مَصِِيرَه ... سِوَى عَاجِزٍ مُسْتَضْعَفٍ كَانَ مُعْدِمَا
فَهَلْ عِنْدَكُم عِلْمٌ وبُرْهَانُ حُجَّةٍ ... فَحَيِهَّلاً هَاتُوا الجَوابَ المُحتَّمَا
ولَنْ تَسْتَطِيعُوا أن تَجْيِئُوا بحُجَّةٍ ... لِتَدْفَعَ نَصًا ثَابتًا حَاءَ مُحْكَمَا
ولَكِنَّما الأَهْواءُ تَهْوِي بأهْلِهَا ... فَوَيلٌ لِمَنْ ألوَتْ بِهِ مَا تَألمَا
أَلاَ فأَفِيقُوا وارْجِعُوا وتَنْدَمُوا ... وفِيئُوا فإنَّ الرُشْدَ أولَى مِنَ العَمَى
وَظَنِّي بأنَّ الحُبَ للهِ والوَلاَ ... عَلَيهِ تَوَلَّى عَنْكُمُو بَلْ تَصَرَّمَا
وحُبُّكمْ الدُّنيا وإيثَار جَمْعِهَا ... عَلَى الدِينِ أضْحَى أمَرهُ قَدْ تَحَكَّمَا
لِذَلِكَ دَاهَنْتُم وَوَاليتمُو الذِي ... بأَوَضَارِ أهْلِ الكُفْرِ قَدْ صَارَ مُظْلِمَا
وجَوَّزْتمُو مِنْ جَهلِكُم لِمُسَافِرٍ ... إقَامَتَهُ بَينَ الغُوَاةِ تَحَكُمَا
بِغَيرِ دَليلٍ قَاطعٍ بَلْ بِجَهْلِكم ... وتَلْبِيسِ أفَّاكٍ أرَادَ التَّهَكُمَا ...
وقال عفا الله عنه مخمسًا أبياتًا أولُهَا لا تأْمَنِ الموتَ في طَرْفٍ ولا نَفسِ إلى آخرها قال:
المرء لابد لو قد عاش من قفس ... يبقى الإلهُ ويَفْنى كلُّ نفس
يا من تنعَّم في دنياه بالنَّفَس ... (لا تأمن الموت في طرف ولا نفس
ولو تمنعت بالحجاب والحرس)
لا بدَّ لو أنَّ نفس المرء عائدة ... من غصة الموت لو عن ذاك لائذة
فاحذر سهام المنايا فهي آخذة ... (واعلم بأن سهام الموت نافذة