واسْتَخْلفَ الوَاثِقُ بَعْدَ المُعْتَصِمْ ... ثُمَّ أخُوُهُ جَعْفَرُ مُوفِي الذِّمَمْ
وأخْلَصَ النِيَّة في التَوَكُّلِ ... للهِ ذِي العَرشِ الجَلْيِلِ الأَولِ
فأدْحَضَ البِدْعةَ في زَمَانِهِ ... وقَامَت السُنِّةُ في أوَانِهِ
ولم يُبَقَّ فِيهَا بِدْعَةٌ مُضِلَّهْ ... وأَلْبِسَ المُعْتَزِليَّ ثَوبَ ذِلَّهْ
فرحمة الله عَلَيَنا وعَلَيهْ ... ما غَار نَجْمٌ في السماء أو بَدَا
وبَعْدَهْ اسْتَوَلَى وقَام المُعْتُمِدْ ... ومَهَّدَ المُلْكَ وسَاسَ المُعْتَضِدْ
وعِنْدَمَا اسْتُشْهِدَ قَام المُنْتَصِر ... والمُسْتَعِينُ بَعْدَهُ كَما ذُكِرْ
وجَاءَ بَعْدَ مَوتِهِ المُعْتَزُّ ... والمُهْتَدِي المُلْتَزِمُ الأعَزُ
والمُكْتَفِي في صُحْفِ العُلاَ أسْطُرْ ... وبَعْدَهُ سَاسَ الأُمُورَ المُقْتَدِرْ
واسْتَوثَقَ المُلْكُ بِعز قاهِرِ ... وبَعْدَهُ الرَّاضِي أخُو المَفَاخِرِ
والمُتَّقِي مِن بَعْدِ ذَا المُسْتَكْفِي ... ثُمَّ المُطِيعُ ما بِهِ مِن خُلْفِ
والطَّائِعُ الطَّائِعُ ثُمَّ القَادِرُ ... والقَائِمُ الزَّاهِدُ وَهُوَ الشَّاكِرُ
والمُقْتَدِي مِن بَعْدِهِ المُسْتَظْهِرُ ... ثُمَّ أتَى المُسْتَرشِدُ المُوَقَّرُ
وبَعْدَهُ الرَّاشِدُ ثُمَّ المُقْتَفِي ... وحِينَ مَاتَ اسْتَنْجَدُوا بِيُوسُفِ
المُسْتَضِي والعَدْلُ قِيلَ في أَفْعَالِهِ ... والصِّدْقُ أيضًا قِيلَ في أقْوالِهِ
والنَّاصَرُ الشَّهْمُ الشَّدِيدُ البَاسِ ... ودَامَ طُولَ مُكْثِهِ في النَّاسِ ...
ثُم تَلاهُ الظَّاهِرُ الكَرِيمُ ... وعَدْلُهُ بَعْضُ بِهِ عَلِيمُ
ولِمْ تَطُلْ أيَّامُهُ في المَمْلَكَةْ ... غَيرَ شُهُورٍ واعْتَرتْهُ الهَلَكَهْ
وعَهْدُهُ كَانَ إلى المُسْتَنْصِرِ ... العَادِلِ البَرِ الكَرِيمِ العُنْصُرِ
دَامَ يَسُوسُ النَّاسَ سَبْعَ عَشْرَهْ ... وأشْهُرًا بِعَزَمَاتِ بَرَّهْ
ثُمَّ تَوَّفى عَامَ أربَعِينَا ... وفي جُمادَى صَادَفَ المنُونَا
وبايعَ الخَلائِقُ المُسْتَعْصِمَا ... فَقَامَ بالأمْرِ الذي قَدْ ألزمَا
فأرْسَلَ الرُسْلَ إلى الآفاقِ ... يَقضُونَ بالبَيعَةِ والوفَاقِ