معارضة بدء الأمالي
هذه القصيدة ينبغي لطالب العلم أن يتدبرها لأن فيها من صفات الله الذاتية والفعلية والتفاصيل الشيء الكثير:
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:
بِحَمْدِ اللهِ نَبْدَأُ في المَقَال ... ونُثنِي بالمَدِيحِ لِذِي الجَلال
إلهِ العَالِمَينَ وكُلِّ حيٍّ ... تَفَرَّد بالعُبُودَةِ والكَمَالِ
ومَوصُوفٍ بأوصَافٍ تَعَالَتْ ... عن التَّشبيه أو ضَرْبِ المِثالِ
ومِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ على نَبِيٍّ ... هُوَ المَعْصُومُ أحْمَدُ ذُو الجَمَالِ
زَكِيُّ النَّفْسِ مَنْبَعُ كُلِّ خَيرٍ ... كَرِيمُ المُحتَدَى سَامِي المعَالي
فإنِّي قَدْ رَأَيتُ نِظَامَ شَخْصٍ ... تَهوَّر في المَقَالَةِ لا يُبالِي
نِظَامًا في العَقِيدَةِ لا سَدِيدًا ... ولا مَنْظُومُهُ مثل اللآلي
كما قد قاله فيما قد نماه ... وخال نظامه عالٍ وحالي
وقَدْ أَخْطَا بِمَا أَبْدَاهُ مِمَّا ... لَهُ قَدْ قَالَ في بَعضِ الأَمَالِي
فَبَعْضٌ قَدْ أَصَابَ القَولَ فِيهِ ... وبَعْضٌ جَاءَ بالزُّورِ المُحَالِ
فهذا بعضُ ما قَدْ قَالَ فيهَا ... مِن الزُّورِ المُلَفَّقِ والضَّلالِ
صِفاتُ الذَّاتِ والأَفْعَالِ طُرًّا ... قَدَيمَاتٌ مَصُونَاتُ الزَّوالِ
فَهَذَا بَعْضُهُ حَقُّ وبَعْضٌ ... فمِنْ قَولِ المُعْطِّلة الخَوالِي
صِفَاتُ الذَّاتِ لاَزِمَةٌ وحقُّ ... قَدِيمَاتٌ عَدِيمَاتُ المِثَال
فَخُذْ مِنْهُنَّ أَمْثِلَةً وقُلْ لِي ... جُزِيتَ الخَيرَ مِنْ كُلِّ الخِصَالِ
عَليمٌ قَادِرٌ حيٌّ مُرِيدٌ ... بَصِيرٌ سَامعٌ لِذَوِي السُؤال
وأفْعَالُ الإِلهِ فإنَّ فِيهَا ... لأَهِلِ الْحَقِّ مِن أهْلِ الكَمَالِ
كَلامًا فاصلاً لا رَيّبَ فيه ... وحقًّا عن أَمَاثِلَ ذِي مَعالِ
قَديمٌ نَوعُها إنْ رُمتَ حقًّا ... وآحَادُ الحَوادِثِ بالفِعالِ
فَيَضْحَكُ ربُّنا مِنْ غيرِ كَيفٍ ... ويَفْرَحُ ذُو الجَلالِ وذُو الجَمالِ