اللَّهمُ بارِكْ في أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَنَوِّرِ قُلُوبِنَا وَأَصْلِح ذَاتَ بَيْنِنَا وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا واهدِنَا سُبُل السَّلامِ وَنَجِّنَا مِنَ الظُلُمَاتِ إلى النور وَجَنِّبْنَا الفواحشَ ما ظهرَ مِنْها وَمَا بَطنَ واغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيْعِ المسلمينَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرحَمَ الراحمينَ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
آخر:
أَرَى النَّاسَ في الدنّيا، مَعافًى وَمُبتلَى ... وَمَا زَالَ حُكمُ الله في الأَرْضِ مُرْسَلا
مَضَى في جَميعِ النَّاسِ سَابقُ عِلمهِ ... وَفَصَّلَهُ، مِن حيثُ شَاءَ، وَوَصّلا
وَلَسْنَا عَلى حُلْوِ القَضَاءِ وَمُرّهِ ... نَرَى حُكَمًا فينا، مِنَ اللهِ، أَعْدَلا
بَلى خَلْقَهُ بِالخَيرِ وَالشّرِّ، فِتْنَةً ... لِيَرْغَبَ مِمّا فِي يَدَيْهِ وَيَسألا
وَلَمْ يَبْغِ إِلا أَنْ يَبُوءَ بِفَضْلِهِ ... عَلينَا، وَإِلا أَنْْْ نَتُوبَ، فَيَقْبَلا
هُوَ الأحَدُ القَيّومُ مِنْ بَعدِ خَلقِه ... وَمَا زالَ في دَيمومَةِ المُلْكِ أَوّلا
وَمَا خَلَقَ الإِنْسَانَ إِلاَّ لغايَةٍ ... وَلَمْ يَتْرُكِ الإِنْسَانَ في الأرْضِ مُهمَلا
كَفَى عبِرَةً أَنِّي وَأَنّكَ، يا أخي ... نُصَرَّفُ تَصرِيفًا لَطِيفًا، وَنُبتَلى
كأنّا، وَقد صِرْنَا حَديثًا لغَيْرِنَا ... نُخاضُ كما خُضْنَا الحديثَ لَمن خَلا
تَوَهَّمْتُ قَوْمًا قَدْ خَلَوا، فَكَأنَّهم ... بِأَجْمَعِهِم كانُوا خَيَالاً تُخِيِّلا ...
وَلَستُ بِأَبْقَى منهُم في ديِارِهِمْ ... وَلكِنّ لي فيها كتابًا مُؤجَّلا
وَما النّاسُ إلاَّ مَيّتٌ وَابنُ مَيّتٍ ... تَأجّلَ حَيٌّ مِنهُمُ، أَوْ تَعَجّلا
وَلا تَحْسَبَنَّ الله يُخْلِفُ وَعْدَهُ ... بما كَانَ أَوْصَى المُرْسَلِيْنَ، وَأَرْسَلا
هوَ المَوْتُ يا ابنَ المَوْتِ وَالبَعثُ بعدهُ ... فمِنْ بينِ مَبعوثٍ مُخفًّا، وَمُثقَلا
وَمِنْ بَينِ مَسحوبٍ على حُرّ وَجْهِه ... وَمنْ بِينِ مَنْ يَأتِي أَغَرّ مُحَجَّلا
عَشِقْنَا، مِنَ اللَّذاتِ، كل مَحرَّمٍ ... فأُفِّ عَلَيْنَا ما أَغَرَّ وَأَجْهَلا
رَكَنّا إلى الدّنْيا فَطَالََ رُكُونُنا ... وَلَسنَا نَرَى الدّنْيا، عَلَى ذَاكَ، مَنزِلا