تلقاهُ بينَ الوَرَى بالجَهلِ مُنْكسِرًا ... لا يَدْري مَا زانَهُ في الناسِ أو شَانَا
والعِلمُ يَرْفَعُهُ فوقَ الوَرَى دَرَجَاً ... والناسُ تَعْرفُهُ بالفَضْلِ إذْ عانَا
وطالبُ العِلمِ إِنْ يَظْفَر بِبُغْيَتِهِ ... يَنل بالعلمِ غُفْرانًا وَرِضْوانَا
فاطلبْهُ مُجْتَهِدًا ما عِشْتَ مُحْتَسِبًا ... لا تَبْتغِي بَدَلاً إنْ كُنْتَ يَقْطَانَا
مَنْ نَالَهُ نالَ في الدَّارينَ مَنْزِلةً ... أَوْ فَاتَهُ نَالَ خُسرانًا وَنُقْصانَا
وباذِلُ الجِدِّ في تَحْصِيْلِهِ زَمَنًا ... ولَمْ يكنْ نالَ بعدَ الجِدِّ عِرْفانَا ...
فلنْ يَضِيعَ لهُ سَعْيٌ ولا عَمَلُ ... عنْدَ الإِلَهِ ولا يُولِيهِ خُسْرانَا
فطالبُ العِلمِ إِنْ أصْفَى سَريرَتَهُ ... يَنَالُ مِنْ رَبِّنا عَفْوَاً وَرِضْوانَا
فالعِلمُ يَرْفعُهُ في الخُلْدِ مَنْزِلَةً ... والجَهَلُ يُصْليهِ يومَ الحَشْرِ نِيرانَا
والجَهَلُ في هذهِ الدُنيا يُنَقِّصْهُ ... والعِلمُ يكْسُوهُ تاجَ العِزِ إِعْلانَا
وإنْ تُرِدْ نَهْجَ هذا العِلْمِ تَسْلُكُهُ ... أو رُمْتَ يومًا لِمَا قَدْ قُلْتُ بُرْهانَا