وأَمْثَالُها في السَّالِكينَ طَرِيقُهُمْ ... أَرَانَا كَمَا قَد قَالَهُ صَادِقُ الوَعْدِ
فَلِلَّهِ حَمْدٌ يَرْتَضِيهِ لِنَفْسِهِ ... عَلَى نِعَمٍ زَادَتْ عَنِ الحَصْرِ والعَدِّ
فَأَعْظَمُهَا بَعْثُ الرَّسولِ مُحَمَّدٍ ... أَمِينِ إِلَهِ الحَقِّ وَاسِطَةِ العِقْدِ
دَعَانَا إِلَى الإسلامِ دِينِ الهِنَا ... وتَوحِيدِهِ بِالقَولِ والفِعْلِ والقَصْدِ
هَدَانَا بِهِ بَعْدَ الضَّلاَلَةِ والعَمَى ... وأنْقَذَنَا بَعْدَ الغِوَايَةِ بِالرُّشْدِ
حَبَانَا وأعْطَانَا الذِي فَوقَ وَهْمِنَا ... وأَمْكَنَنَا مِن كُلِّ طَاغٍ وَمُعْتَدِ
وأَيَّدَنَا بِالنَّصْرِ وَاتَّسَعَتْ لَنَا ... مَمَالِكُ لاَ تَدْعُو سِوَى الوَاحِدِ الفَرْدِ
فَنَسْأَلُهُ إِتْمَامَ نِعْمَتِهِ بِأنْ ... يُثَبِّتَنَا عِنْدَ المَصَادِرِ كَالوِرْدِ
فيا فوزَ عبدٍ قَامَ للهِ جَاهِدًا ... عَلَى قَدَمِ التجريدِ يَهْدِي وَيَسْتَهْدِي
وَجَرَّدَ في نَصْرِ الشَّرِيعَةِ صَارِمًا ... بِعَزْم يُرَى أَمْضَى مِن الصَّارِمِ الهِنْدِي
وتابَعَ هَدْيَ المُصْطَفَى الطُهْرَ مُخْلِصًا ... لِخَالِقِهِ فِيمَا يُسِرُّ وَمَا يُبْدِي