يُحِبُّ الفَتَى طُول البَقَاءِ كَاَّنَّهُ ... عَلَى ثِقَةٍ أنَّ البَقَاءَ بَقَاءُ
إذَا مَا طَوَى يَومًا طَوَى اليَومُ بَعْضَهُ ... وَيَطْوِيهِ إنْ جَنَّ المَسَاءُ مَسَاءُ
زِيَادَتُهُ فِي الجِسْمِ نَقْصُ حَيَاتِهِ ... وَأَنَّى عَلَى نَقْصِ الحَيَاةِ نَمَاءُ
انْتَهَى
آخر:
سَلِ المَدائِن عَمَّنْ كَانَ يَمْلِكُهَا ... هَلْ أنَسَتْ مِنْهُمْ مِن بَعْدِهمْ خَبَرا
فَلَو أَجَابَتْكَ قالتْ وهيَ عَالمةٌ ... بِسِيرَة الذاهِبِ الماضِي وَمْن غَبَرَا
أَرَتْهُمْ العِبَرَ الدُنْيَا فما اعْتَبَروا ... فَصَيَّرتْهُمْ لِقَومٍ بَعْدَهُمْ عبَرَا
انْتَهَى
آخر:
نَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ ... جَمَعَتْهُم الدُّنْيَا فَلَمْ يَتَفَرَّقُوا
أَينَ الأكَاسِرَةُ الجَبَابِرةُ الأُلَى ... كَنَزُوا الكُنُوزَ فمَا بَقَينَ ولاَ بَقُوا
مِنْ كُلِّ مَنْ ضَاقَ الفَضَاءُ بِجَيشِهِ ... حَتَّى ثَوَى فَحَوَاهُ لَحْدٌ ضَيِّقُ
فَالمَوتُ آتِ وَالنُّفُوسُ نَفَائِسٌ ... والمُسْتَغَرُ بمَا لَدَيهِ الأَحْمَقُ
انْتَهَى
ووجد مكتوب عَلَى جدار محلة قديمة بغربي بغداد:
هذِي مَنَازِلُ أَقْوَامٍ عَهِدْتُهُمُ ... في خَفْضِ عَيشٍ وِعزٍّ مَا لَهُ خَطَرُ
صَاحَتْ بِهِمْ نائباتُ الدَّهِر فانقَلبُوا ... إِلَى القُبُورِ فَلا عَينٌ ولا أَثَرُ
آخر:
تَرَى الذي اتَّخَذَ الدُنْياَ لَهُ وَطَنًا ... لمَ يَدْرِ أَنَّ المَنَايَا عَنْهُ تُزْعِجُهُ
مَن كَانَ يَعْلَمُ أنَّ المَوتَ مَدْرَجُهُ ... والقَبْرَ مَنْزِلُهُ والبَعْثَ مَخْرَجُهُ
وَأَنَّهُ بَينَ جَنَّاتٍ سَتَبْهَجُهُ ... يَومَ القِيَامَةِ أَو نَارٍ سَتنْضِجُهُ