مَا حَدَى بالْعِيسِ حَادِيهَا ومَا ... أَطْرَبَ السَّمْعَ مِنَ السَّاجِعِ صَدْحُ
* * *
فَهَا سُنَّةُ المَعْصُومِ خِيرَةِ خَلْقِهِ ... شَكَتْ بِلِسانِ الحَالِ طُولَ جَفَاهَا
فَنَسْألُ رَبُّ العَرْشِ تَيِسْيرَ مَخْلِصٍ ... يُزَيلُ ظَلاَمًا قَدْ طَمَا وَعَلاَهَا
فَتًى قَدْ جَنى مِنْ كُلِّ فَنٍ ثِمَارَهُ ... وَأَمَّ إِلى هَامِ العُلَى فَعَلاهَا
قَريبٌ إِلى أَهْلِ الشَريعَة والتُّقَى ... وَيَبْعُد عَمَّن يَرْتَضِي بِسِواهَا
عَفِيفٌ عَنْ الأَموالِ إلاَّ بِحَقِّها ... وَعَنْ زَهْرَةِ الدُّنيا يُطيلُ جَفَاهَا
يُوالِي وَيُدْنِي أَهْلَ سُنَّةِ أَحْمَدَ ... بَعيدٌ لِمَنْ يَهْدِي بِغَيرِ هُدَاهَا
تَراهُ إِلى دَارِ الإِقامَةِ ظَاعِنًا ... يَرَى زَهرَةَ الدُّنْيا يَطِيرُ هبَاهَا
يَحُفُّ بِهِ قَومٌ عَلَى كُلِّ سَابِحٍ ... مُنَاهُمْ مُنَاوَاةُ العِدى وَلِقَاهَا
يَقُودُ أسُودًا في الحُرُوبِ ضَيَاغِمًا ... تَعُدُّ المَنَايَا في الحُرُوبِ مُناهَا
ويَعْروُهُمُوا عنْدَ المُلاقاتِ هِزَّةُ ... وَيُسْكِرُهُمْ دَمْعُ العِدَا ودِمَاهَا
وَيَطربُهُمْ هَزُّ القَنَا بِأَكُفِّهِمْ ... وَوَقْعُ الْعَوالِي في صُدُورِ عِداهَا
وَلاَ جَمَعوا مَالاً وَلاَ كَسَبُوا لَهُمْ ... مَسَاكِنَ لا يَرْضَى الإِلهُ بِنَاهَا
وَمَا قَصَدُوا مِنْ سَفْكِهِمْ لِدَم العِدَى ... وَضَرْبِ طَلاَها بالطِّلا لِرَدَهَا
سِوَى أنَّهُمْ يُحْيُونَ شِرْعَة أَحْمَدٍ ... وَيُعْلُونَ مِنْها مَا وَهَى لِعُلاَهَا
وَلا هَمُّهُمْ جَمْع الحُطانِ فَزَخْرَفُوا ... قُصُورًا وَلاَ بَاهَوا بِرَفْعِ بِنَاهَا
وَلاَ قَصْدَهُمْ مِمَنْ أَبَادَوهُ بِالقَنا ... وَتَطْويقُهم بالسيفِ بيضَ طَلاَهَا
سِوى رَفْع أعْلاَمِ الشّريَعِة في الْوَرَى ... وَيَنُفُونَ عَنْهَا باطِلاً بِدَوَاهَا
سَيَنْجابُ عَنْها بِالصَّوَارِمِ مَا دَجَا ... فَيُشْرِقُ في ألآفَاقِ نُورُ سَنَاهَا
وَتَنْفُذُ أَحْكَامُ الشّريعَةَ فِيهِمُوا ... وَوَيلٌ لِمَنْ يَهْدِي بِغَيرِ هُداهَا
وَيَغسِل عَنٌها السَّيفُ أوسَاخَ بِدْعَةٍ ... فَتَسْمُقُ أنْوارُ الهُدَى فَنَرَاهَا
وَتَنْفُذُ في الطَّاغِي سِهَامُ قِسِيّهِم ... فَتَظْهَرُ أَحْكَامُ الهُدَى بِهُدَاهَا ...