مِن الأَحَادِيثِ نُمِرُّهَا كَمَا ... قَدْ جَاءَ فاسْمَعْ مِنْ نِظَامي واعْلَمَا

ولا نَرُدُّ ذَاكَ بالعُقُولِ ... لِقَولِ مُفْتَرِ بِهِ جَهُولِ

فَعَقْدُنَا الإِثْبَاتُ يَا خَلِيلِي ... مِن غَيرِ تَعْطِيلِ ولا تَمْثِيلِ

فَكُلُّ مَن أوُّلَ في الصّفَاتِ ... كَذَاتِهِ مِن غَيرِ مَا إثْبَاتِ

فَقَدْ تَعَدَّى واسْتَطَالَ واجْتَرَى ... وخَاضَ في بَحْرِ الهَلاكِ وافْتَرَى

ألَمْ تَرَ اخْتِلاَفَ أَصْحَابِ النَّظَرْ ... فِيهِ وحُسْنَ مَا نَحَاهُ ذُو الأثَرْ

فإنَّهمُ قَدْ اقْتَدَوا بالمُصْطَفَى ... وصَحُبِهِ فَاقْنَعْ بِهَذَا وكَفَى

[الباب الأول في معرفة الله تَعَالَى]

أَوَّلُ واجبٍ عَلَى العَبِيدِي ... مَعْرِفَةُ الإِلهِ بالتّسْدِيدِي

بأنَّهُ وَاحِدٌ لاَ نَظِيرَ ... لَهُ ولا شِبْهَ ولا وَزِيرَ

صِفَاتُه كَذَاتِهِ قَدِيمَهْ ... أَسْمَاؤُهُ ثَابِتَةٌ عَظِيمَهْ

لهُ الحَيَاةُ والكَلامُ والبَصَرْ ... سَمْعٌ إرَادَةٌ وعلمٌ واقَتَدَرْ

وقُدْرَةٌ تَعَلُّقَتْ بمُمْكِنِ ... كَذَا إرَادَةٌ فَعِ واسْتَبِنِ

والعِلْمُ والكَلامُ قَدْ تَعَلّقَا ... بِكُلِ شَيءٍ يَا خَليلِي مُطْلقَا

وَسَمْعُهُ سُبْحَانَهُ كَالبَصَرِ ... بِكُلِّ مَسْمُوعٍ وكُلِّ مُبْصَرِ

وأنَّ ما جَاءَ مَعَ جِبْرِيل ... مِن مُحْكَمِ القُرْآن والتَّنْزِيل

كَلاَمُهُ سُبْحَانَهُ كِريمُ ... أعْيَى الوَرَى بالنص يَأ عَليمُ

ولَيسَ في طَوقِ الوَرَى مِن أَصْلِهِ ... إنْ يَسْتَطِيعُوا سُورَةً مِن مِثْلِهِ

سُبْحَانَهَ قَدْ اسْتوَى كَمَا وَرَدْ ... مِن غَير كَيفَ قَدْ تَعَالَى أَنْ يُحَدْ

ولا يُحِيطُ عِلْمُنَا بِذَاتِهِ ... كَذاكّ لا يَنْفَكًّ عن صِفَاتِهِ

وكُلُّ مَا قَدْ جَاءَ في الدَّليلِ ... فَثَابِتٌ مِن غَيرِ مَا تَمْثِيلِي

مِن رَحْمَةٍ ونَحْوِهَا كَوَجْهِهِ ... وَيَدِهِ وكُلِّمَا مِنْ نَهْجِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015