مِنْ أَينَ صَحَّ أنَّهُ بالغَائِبْ ... والمَيّتِينَ تُدْفَعُ النوائِبْ
وفي عُدُولِ الرَّاشِدِ الفَارُوقِ ... عَنِ الرَّسُولِ عِنْدَ ذِي التَّحْقِيقِ
مِن بعْدِهِ بِعَمِّهِ مُسْتَسْقِيًا ... بِحَاظِرٍ يَدْعُو شَجَاء الأَغْبِيَا
قَالَ لَهُ قَّمْ فادْعُ يَا عَبَّاسُ ... وهَذِهِ أسْقَطَهَا الأرْجَاسُ
ولا يُقًاسَ المَيتُ بالأَحْيَاءِ ... هُو فَارِقٌ والجَهْلُ رَأْسُ الدَّاءِ
مَا فِيه واللهِ لَهُمْ تَعَلُّقُ ... ومَنْ يَزِغْ عَن الصَّوَابِ أحْمَقُ
لَو كَانَ للْجَوازِ فِيمَا يَزْعَمُ ... مَنْ ضَلَّ عَادُوا عِنْدَ دَهْيا تُؤْلِمُ
وسَألُوهُ حيثُ كَانَ المَحْيَا ... مِثْلَ المَمَات وَيحَهُ مَا اسْتَحْيَا
حَتَّى السُؤالِ بالنَّبِي الحَنَفِي ... يُنْكِرُهُ حَكَاهُ كُلُّ مُنْصِفُ
يَقُولُ لا تَسْأَلْ بِغَيرِ الخَالِقِ ... أَو بِاسْمِهِ أَو وَصْفِهِ المُطَابِقِ
لَو كَانَ حَيًا قُلْتُمُ تَوَهَّبَا ... واخْتَارَ دِينَ المَارِضي تَمْذَهَبَا
فأينَ أَينَ خَرْقُنَا الإِجْمَاعَا ... وقَولُنَا عَن الهُدَاةِ شَاعَا
ولِلإمَامِ ابن عَقِيلٍ الحَنْبَلي ... عِبَارَةٌ بِهَا الشُكُوكُ تَنْجَلِي
عنها سلِ التقِيَّ في رَسَائِلهْ ... وابْحَث ترى الإِقناعَ فِي مَسَائِلِهْ
اتْبَعْ أَخِي في الدِين مَنْ تَقَدَّمَا ... واحْذَرْ شُرُوحًا شُرِحَتْ وادِي عَمَا
إعلَمِ أُيها الأخ أني قد اعْتَنْيتُ بِتَشْكيلهَا كعَادَتي في أغلبِ القصَائِد وقد حذفت منهَا ما لا يُرتضى كَمَا عَملنَاهُ في غيرها من القصَائدِ التي نَجِد فيهَا ما لا يَصلُح من الغُلُّوِ الذي قَلُّ مَن يَنْتَبِهُ لهُ.
قال السفاريني رحَمهَ الله:
الحَمُدُ لله القَويّ البَاقي ... مُسَبِّبِ الأسباب والأَرزاقِي
حَيٌ عَلِيُمٌ قادِرٌ مَوجُودُ ... قَامَتْ بِهِ الأشْيَاءُ والوُجُودُ