آخر:
تَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا لاَ بَقَاءَ لَهَا ... كَأَنَّمَا هِيَ في تَعْرِيْفِهَا حُلمُ
صَفَاؤُهَا كَدَرٌ سُرُوْرُهَا ضَرَرٌ ... أَمَانُهَا غَرَرٌ أَنْوارُهَا ظُلَمُ
شَبَابُهَا هَرَمٌ رَاحَاتُهَا سَقَمٌ ... لَذَّاتها نَدَمٌ وُجْدَانُهَا عَدَمُ
لا يَسْتَفِيْقُ مِن الأَنْكَادِ صَاحِبُهَا ... لَوْ كَانَ يَمْلِكُ ما قَدْ ضُمِّنَتْ أَرْمُ
فَخَلِّ عَنْهَا وَلاَ تَرْكَنْ لِزَهْرَتِهَا ... فإنَّهَا نِعَمٌ في طَيِّها نِقَمُ
وَاعْمَلْ لِدَارِ نَعِيْمٍ لاَ نَفَادَ لَهَا ... ولا يُخَافُ بها مَوْتٌ ولا هَرَمُ
انْتَهَى
آخر:
رَفَعْتَ عَرْشكَ في الدنيا وَتُهْتَ بِهِ ... وما بِهَا لِلَبيْب تُرْفَعُ العُرُشُ
وبِتّ فِيها على فُرْشٍ مُلَيَّنَةٍ ... ولَو عَقَلْتَ لَمَا لاَنَتْ لَكَ الفُرشُ
وَظِلْتَ تَسْعَى لآِمالٍ وَتَفْرشُهَا ... ولِلْمَوَارِيْثِ مَا تَسْعَى وتَفْتَرِشُ
كم كانَ قَبْلَكَ مِن مَأسُورِ رَغْبَتِهِ ... بِالحِرْصِ تُلْدَغُ جَنْبَاهُ وَتُنَتَهشُ
يَمْسِي ويُصْبَحُ فِي حِلٍ وفي ظَعَنٍ ... يَضُمُّ هَذَا إلى هَذَا ويَحْتَوِشُ
عَطْشان لِلْمَالِ مُحْمَاة جَوَانِحُهُ ... ألْقَى على صَدْرِهِ لِسَانِهُ العَطَشُ
حَتَّى إِذَا قِيْلَ قَدْ تَمَّتْ مَطَالِبُهُ ... وَطَافَ مِن حَوْلِهِ أَهْلُوْه واْحَتوشُوا
مَدَّتْ إِليه يَدٌ لِلْمَوْتِ بِاطِشَةٌ ... خَشْنَاءُ لاَ دَهَشَ فيها ولا رَعَشُ
فَقصَّعَتْهُ وقِدْمًا كَانَ ذَا جيَدٍ ... وأجْهَشَتْهُ ولَمَّا يَدْرِ مَا الْجَهَشُ
فَبَاتَ مُسْتَلَبًا وباتَ وارثُهُ ... وقد تغَطَوْا بِذَاكَ المال وافْتَرَشُوا
أمَا سَمِعَتَ بِأَمْلاكٍ مَضَوا قِدَمًا ... شُمُّ الأنْوفِ بِرَوض الملك قد عَرَشُوا
إِنْ دُوفِعُوا دَفَعُوا أَوْ زُوحِمُوا زَحَمُوا ... أوْ غُوْلِبُوا غَلبُوا أو بُوْطِشُوا بَطشُوا
جَاءَتْهُمُو وَجُنُودُ اللهِ غَالِبَةٌ ... كَتَائِبٌ لِلْمَنَايَا كِلُهَا حَبَشُ
فَضَعْضَعَتْ جَنَبَاتٍ عِزِّهمِ وَرَمَتْ ... مَنَارَهُم بِظَلاِمِ مَا بِهِ غَبَشُ
لَطَالَمَا أكلُوا وَطَالَما شَربُوا ... وطالَما رَفَعُوا الآجامَ واعْتَرشُوا
مَرُوْا ولا أثر منهم بِدَارِ همُو ... ولا حَسِيْسَ وَلا رِكْزٌ ولا وَقَشُ
قد كان لِلْقَوْمِ آمالٌ مَبَسِّطةٌ ... فأصْبَحُوا قبضُوا الآمال وَانْكَمَشُوْا
انْتَهَى