يا غَافِلاً وهْوَ مَطْلُوبٌ وَمُتَّبَعٌ ... أَتَاكَ سَيْلٌ مِن الفُرْسَانِ دَفَّاعُ

خُذْهَا إِلَيْكَ طِعَانًا فِيْكَ نَافِذةً ... تَعْدِي الْجَلَيْسَ وأَمْرُ لَيْسَ يُسْطَاعُ

إنَّ المنِيَّةَ لَوْ تُلْقَى عَلَى جَبَلٍ ... لأَصْبَحَ الصَّخْرُ مِنْهُ وَهْوَ مَيَّاعُ

انْتَهَى

آخر:

واذكر رقادك في الثرى

واذكُرْ رُقَادَكَ في الثَّرى ... فِي قَعْرٍ مُظْلِمَةٍ بَهَيمْ

قد نُحِّيتْ تِلْكَ الحُلَى ... واستُبْدَلَتْ تِلْكَ الرُّسُومْ

وتُرِكْتَ وَيْحَكَ مُفْرَدًا ... لا أَهْلَ فِيْهِ وَلاَ حَمِيْمْ

حَيْرَانَ تَفْزَعَ لِلبُكَا ... لَهْفَان تَأنَسُ بِالغُمُوْمْ ...

حَتَّى يُنَادَى بِالوَرَى ... فَتَقُوُمَ أَسْرَعَ مَا تَقُوْمْ

عُرْيانَ مُصْطَفِقَ الْحَشَا ... هَيْمَانَ مُجْتَمِعَ الهُمُوْمْ

والناسُ قَدْ رَجَفَتْ بِهِمْ ... حَرْبٌ هُنَالِكُمُو عَقِيمْ

فِي مَأزَقٍ تَهْفُو بِهِ ... لَفَحَاتُ نِيْرانِ السَّمُومْ

وَبَدَتْ هُنَاكَ سَرَائِرٌ ... قَدْ كُنْتَ قَبْلُ لَهَا كَتُومْ

وَرَأَيْتَ في مَحْصُوْلِهَا ... مَا شِئْتَ مِنْ خُسْرٍ وَشُومْ

آخر:

ولما حللنا من بجاية جانبا

ولَمَّا حَلَلْنَا مِنْ بِجَايةَ جَانِبًا ... تُصَانُ به تِلْكَ الجُسُوْمُ وتُكْرَمُ

وَجَدْتُ لها طِيبًا وَرَوْحًا وَرَاحَةً ... كَأني لأنْفَاسِ الصِّبَا أَتَسَنَّمُ

فَقُلْتُ لِصَحْبِي ما الذي أَمْرَجَتْ له ... مَقَابِرُ منها لا طِيءٌ وَمُسَنَّمُ

فَأَوْهَمْتُهُم أَنِّي جَهِلْتُ وَإِنَّنِي ... لأَدْرَى بِذَاكَ الأَمْرِ مِنهم وأَفْهَمُ

فقالوا طَلَبْنَا عِلْمَ ذَاكَ فلم نَجِدْ ... سوى رِمَمٍ ممن تُحِبُّ وتُعْظِمُ

تَضَوَّعَ بَطْنُ الأَرْضِ منها كأنما ... تَفَتَّقَ مِن دَارِيْنَ مِسْكٌ مُخَتَّمُ

فَفَاضَتْ دُمُوْعي عند ذاك وَرُبَّمَا ... تَشَهّرَ بالدَّمْعِ السرارُ المُكتَّمُ

خَلِيْلَيَّ مَا بَالِي وَبَالُ مَصَائِبٍ ... يُرَاعُ لِذِكْراها فُؤادِي وَيُكْلَمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015