واسْتُنْزِلُوا بَعْدَ عِزٍ عن مَعَاقِلِهم ... إِلى مَقَابِرِهِمْ يا بئْسَ مَا نَزَلُوْا
نَادَاهُمُ صَارِخُ مِن بَعدِمَا دُفُنوا ... أَيْنَ الأَسِرَّةُ والتِيْجَانُ والحُلَلُ
أَيْنَ الوُجُوهُ التِيْ كانَتْ مُحَجِّبَةً ... مِنْ دُوْنِها تُضْربُ الأَسْتارُ والكِلَلُ
أَينَ الرُماةُ أَلَمْ تَمْنَعْ بأَسْهُمِهِمْ ... لَمَّا أَتَتْكَ سِهَامُ الْمَوْتِ تَنْتَصِلُ
هَيْهَاتَ ما كَشَفُوا ضَيْمَا ولا دَفَعُوا ... عَنْكَ المَنِيَّةَ إِذْ وَافَى بِكَ الأَجَلُ
ولا الرُّشَى دَفَعَتْهَا عَنْكَ لَو بَذَلُوا ... ولا الرُّقَى نَفَعَتْ فِيهَا ولاَ الحِيَلُ
ما سَاعَدُوكَ ولاَ وَاسَاكَ أَقْرَبُهُم ... بَلْ سَلَّمُوكَ لَهَا يَا قُبْحَ ما فَعَلُوْا
مَا بَالُ قَبرِكَ لا يَأتِي به أَحدٌ ... وَلاَ يَدُوْرُ بِهِ مِن بَيْنِهِم رجُلُ
ما بَال ذِكْرِكَ مَنْسِيًا ومُطَّرَحًا ... وَكُلُهُمُ باقْتِسَامِ الَمْالِ قَدْ شُغِلُوْا
ما بَالُ قَصْرِكَ وَحْشًا لا أنِيْسَ به ... يَغْشَاكَ مِن كَنَفَيهِ الرّوْعُ والوَهَلُ
لا تُنْكِرَنَّ فَمَا دامَتْ على مَلِكٍ ... إلاَّ أنَاخَ عليه الموتُ والوَجَلُ