عَمِلُوا بِمَا عَلِمُوا وَلَمْ يَتَكَلَفُوا ... فَلِذَاكَ مَا شَابُوا الهُدى بَضلاَلِ
وسِوَاهُمُ بالضِّدِ في أَحْوَالِهِمْ ... تَرَكُوا الهُدَى وَدَعَوا إلَى الإِضْلاَلِ
فَهُمْ الأَدِلَةً للحيارى مَنْ يَسِرْ ... بِهُدَاهُمُ لَم يَخْشَ مِن إضْلاَلِ ...
وهُمُ النُّجُومُ هِدَايَةً وإضَاءَةً ... وعُلُوَ مَنْزِلَةٍ وَبُعْدَ مَنَالِ
يَمُشُوْنَ بَيْنَ الناسِ هَوْنَاً نُطْقُهُمْ ... بالحَقِّ لا بِجَهَالَةِ الجُهَّالِ
حِلْمَاً وَعِلْمَاً مَعْ تُقىَّ وَتَواضِعٍ ... وَنَصِيْحَةٍ مَعْ رُتْبَةِ الإِفْضَالِ
يُحْيُونَ لَيْلَهُم بِطَاعَةِ رَبِهِمْ ... بِتِلاَوَةٍ وَتَضَرُّعٍ وَسُؤالِ
وَعُيُونُهُم تَجْرِيْ بِفَيْضِ دُمُوْعِهِمْ ... مِثْلَ انْهِمَالِ الوابِلِ الهَلاَّلِ
في اللَّيْلِ رُهْبَانٌ وعِنْدَ جِهَادِهِمْ ... لِعَدُوِّهِمْ مِن أشْجَعِ الأبْطَالِ
وإذَا بَدَا عَلَمُ الرِّهَانِ رَأيْتَهُمْ ... يَتَسَابَقُونَ بِصَالِحِ الأَعْمَالِ
بِوُجُوْهِهِمْ أَثَرُ السُّجُودِ لِرَبِّهِمْ ... وَبِهَا أشِعّةُ نُورِهِ المُتَلاَلِ