كما شَمَلَتْ آلَ الرسُولِ وَصَحْبَه ... فأكرم بهِمْ آلا وَصَحْبًا وأَعظِمَا
أَتى بالهُدَى نورًا إلينَا وَنِعْمَةً ... وقَدْ كَانَ وَجهُ الكَوْنِ بالشِّرْكِ مُظْلِمَا
فَجَلَّى بأنْوارِ الهُدَى كُلَّ ظُلْمَةٍ ... وأَطْلَعَ في الآفاقِ للدِيْنِ أَنْجُمَا
أَتَى بِكِتَابٍ أَعْجَزَ الخلقَ لَفْظُهُ ... فكلُ بَلِيْغ عُذْرُهُ صَارَ أَبْكَمَا
تَحَدَّى به أَهَلَ البلاغَة كلَّهم ... فلمْ يَفْتَحوا فيمَا يُعَارِضُهُ فَمَا
حَوَى كلَّ بُرهَانٍ على كُل مَطْلَب ... وَيَعْرِفُ هَذا كُلُّ مَنْ كَان أَفْهَمَا
وأَخْبَرَ فِيهِ عَن عَواقِبَ مَن عَصَى ... بأنَّ له بَعْدَ المَمَاتِ جَهَنَّمَا
وَعَمَّنْ أَطَاعَ اللهَ أَنَّ لهُ غَدًا ... نَعِيْمًا بهِ مَا تَشْتَهي النَّفْسُ كُلَّمَا
مُحَمَّدٌ المَبْعُوْثُ لِلْخَلْقِ رَحْمَةً ... فَصَلِّ عليهِ مَا حَييْتَ مُسَلِّمَا
وأَسْرَى به نحْوَ السَّمَواتِ رَبُّه ... وأرْكَبَهُ ظَهْرَ البُرَاقِ وأَكْرَمَا
وَقَدْ فتَحَتْ أبْوابُها لِصُعُودِه ... فَمَا زَالَ يَرْقَى مِن سَمَاءٍ إلى سَمَا