والعَرْضُ لَمْ نَعْرِفْهُ في إحْداهُمَا ... لَكِنْ رَوَاهُ أحْمَدُ الشَّيبَانِي
هَذَا ولاَ يخْفَى التَنَّاسُبُ بَينَ هَذَا ... العَرْضِ والطُولِ البدِيعِ الشانِ
كُلُ على مِقْدارِ صَاحِبِهِ وذَا ... تَقْدِيرُ مُتْقنِ صَنْعَةِ الإِنْسانِ
«فصل في حلاهم وألوانهم»
ألْوانُهُم بَيضٌ ولَيسَ لَهُم لُحَى ... جُعْدُ الشُعُورِ مِكَحَّلُو الأَجْفَانِ
هذا كمالُ الحُسْنِ في أبْشَارِهِمْ ... وشُعُورِهِم وكَذَلِكَ العَينَانِ
«فصل في لِسَانِ أهْلِ الجنة»
وَلَقَدْ أَتَى أَثَرٌ بأَنَّ لِسَانَهُمْ ... بالمنْطِقِ العَرَبِي خَيرِ لِسَانِ
لَكِنَّ في إسْنادَهِ نَظَرٌ ففِـ ... ـيهِ رَاويَان ومَا هُمَا ثبْتَانِ
أعَني العَلاءَ هُو ابنُ عَمْرو ثم ... يَحَيىَ الأشْعَريُ وذَانِ مَغْمُورَانِ
«فصلٌ في رِيحِ أهل الجنة مِن مَسِيرةِ كَمْ يُوجَد»
والريحُ تُوجَدُ مِن مَسِيرةِ أرْبعِينَ ... وإنْ تَشَأ مائةً فَمَرْويَّانِ
وكَذَا رُوي سَبْعِينَ أيضًا صَحَّ ... هَذَا كُلُّهُ وأتَى بِهِ أَثَرانِ
ما في رِجَالهِمِا لَنَا مِن مَطْعَنٍ ... والجمعُ بَينَ الكُلِّ ذُو إمْكَانِ
ولَقَدْ أتَى تَقْدِيرُهُ مِائَةً بِخَمْسٍ ... ضَرْبُهَا مِنْ غَيرِ مَا نُقَصَانِ
«فصل في أنهار الجنة»
أنْهَارُهَا في غَير أُخْدُودِ جَرَتْ ... سُبْحَانَ مُمْسِكها عن الفَيَضَانِ ...
مِن تَحتِهم تَجْرِي كَما شَاءوا مُفَـ ... ـجَّرَةً وما لِلْنْهرِ مِن نُقْصَانِ
عَسَلٌ مَصَفَّى ثم مَاءٌ ثُمَّ ... خَمْرٌ ثُمَّ أنْهَارُ مِن الأَلْبَانِ