وَبَيِّنْ لهُمْ أنَّ العَوَائِدَ بَهْرَجتْ ... وسُتننا لاحَتْ عَليها لوائِح
ولَهْوُ الشبابِ اليوم قَدْ بَارَ سُوْقُهُ ... وقامَتْ عَلى سُوْق الصلاح المِدائِح
وأهلُ الدنا اليومَ انْزَوَى ظلُّ جَاهه ... وسُنَتْنَا قدْ ظللتُها الدوائح
وُمنكِرْ هذا الدين قَدْ خَفَ وَزْنُهَ ... وَمُظْهِرُهُ مِيْزَانُهُ اليوم رَاجح
وناصِره قدْ صَارَ في الناس عَالِيا ... ومُنْكرُهُ لِلْخاصِ والعَام دَانِح
وإِنَّ إلهَ العَرْش قَدْ مَن مِنَّةً ... عَلَينا ومَنْ يشْكُرْ فذلك رَابح
ومن كفَر الأنعامَ واتبع الهَوى ... فِفيِ بَدئِهِ بَلْهُ القيامة طائحُ
وذاكَ بأَنْ قَدْ بين الدين في امرئٍ ... لنا نَسبا نَعْلُو به ونُطَامِح
فإنْ نحْنَ أويْنَاهُ نَنْصًر قَوْلَهُ ... نفُزْ ونَحُزْ نعماه والكلُّ فالح
وأنْ قد أضَعْنَاه أفادَ بِغَيْرنا ... مَصَائب قوم عند قوم مصالح
ولو نَفَعَتْ قرُبَى فَقَطْ فِيْهِ مَا رَدَى ... أبو طالب عمْ النبي وتارح
وما ضَرَّ شَمْسًا أنْ نَفىَ العين ضوءها ... وما ضَرٌ حَوْضا أنْ أبتْهُ القَوامح
أطايب أَرْضِ تُخْرج النَبتْ رَائعًا ... بإذْنِ الإِلهِ إنْ أفاضَتْ دَوَائِح
ولو هَمَعَتْ دِيْمًا لَمَا أنْبَتَتْ وَلوَ ... بَسَابِسَ نَبت في الأراضي المَوَالِح
فَلا يَمْنَعُ الإرشادَ عُدْمُ قَبولهم ... فمدخلهم موْلاهم أنت فاتح
فإنكَ إنْ بَلَغْتَهمُ ضَاعَ عُذْرَهُمْ ... فَسَاقِيْهُم الموَلى فإنكَ جَادِح
مُطِيعٌ لِمَا قَدْ قالهُ سَيّدُ الوَرَى ... به «بَلِّغُوْا عَنَي» أتتْهُ صَحائِح
وأمرٌ بُمَعْرُوْفٍ ونَهْيٌ لمِنكر ... على شرطِهِ للناس بالحَق قَارح
وفهَمْهُمْو مَا يَلْزَم المَرْءَ عَقْدَهُ ... مِن الدين مما سهلته القرَائح
وغُسْلاً وضوءًا أَوْ صَلاةً زَكَاتُهُم ... وصوْمًا وبيْعا ثُم كيْفَ يُنَاكِح
وَوَاجبُهَا مسْنُونُها مستحبها ... ومَنْهِيَّهَا فالكل في الكُتْب وَاضُح
وعلم نِسَاء سترهنَّ بأن ترى ... على غير وجهِ والأكفِّ القواسح
وعِلْمُهُم والإحسانَ كَيْفَ يُراقِبوْ ... نَ مَوْلاهمو ذو جدِّهِمْ والصَمَادح
وكِيفَ تُراعَى نِيَّةٌ في جَمِيْعِهَا ... لِيَرْعَاهُ ذُوْ فَهمْ يَطيْعك لائح
وكَيفَ التَّخَلِّي عن صِفَاتٍ ذَميْمَةِ ... وكيفَ التحلِّيْ بالحميدةِ ناصح