واللهُ أكبرُ مَن أتانا قولُهُ ... مِن عِندِهِ مِن فوق سِتِ ثمانِ
نَزَلَ الأَمِينُ به بأمْرِ اللهِ مِن ... رَبٍ علىِ العَرش اسْتوى الرحمنِ
واللهُ أكَبرُ قاهرٌ فَوقَ العَبا ... دِ فلا تَضَعْ فوقيَّةَ الرحمنِ
من كُل وَجْهٍ تِلكَ ثابِتَةٌ لَهُ ... لا تَهْضِمُوها يا أوُلى البُهْتَانِ
قَهْرًا وقد رأو استواءَ الذَاتِ فُوْ ... قَ العَرشِ بالبُرْهَانِ
فَبِذاتِه خَلَق السَّمَواتِ العُلى ... ثم استوى بالذات فافْهَمْ ذانِ
فَضميرُ فِعْلِ الاستواءِ يَعُوْدُ ... لِلذَّات التِي ذُكِرَتُ بلا فُرْقانِ
هُوَ رَبُنا هو خالِقٌ هو مُسْتوٍ ... بالذاتِ هذِي كُلها بِوزَانِ
والله أكبرُ ذُو العُلُوِّ المَطْلَقِ ... المَعْلُوم بالفِطَراتِ والإيْمانِ
فعُلُوُّهُ مِن كُلِّ وَجْهٍ ثابتٍ ... فالله أكَبرُ جَلَّ ذُو السُلْطانِ
واللهُ أكبرُ مَن رَقَّى فَوقَ الطِّبَا ... قِ رَسُولُه فَدَنا مِن الدَّيانِ
وإليهِ قَدْ صَعدِ الرسولُ حَقِيْقَةً ... لا تُنِكْرُوْا المعْرَاجَ بالبْهَتانَ
وَدَنا مِن الجَبارِ جَلَ جَلاَلُهُ ... ودَنَا إليْهِ الرَّبُ ذُو الإِحْسَانَ
واللهُ قد أَحْصَى الذي قَد قُلْتُمُ ... في ذَلكِ المعْراجِ بالميزانِ ...
قُلْتمُ خَيَالاً أوْ أَكَاذِيْبًا أو ... المِعْراجِ لم يَحْصُلْ إلى الرحمنِ
إذْ كَانَ ما فوقَ السَّمواتِ العُلى ... رَبٌّ إليْهِ مُنْتَهى الإنسان
واللهُ أكبرُ مَنْ أَشَارَ رَسُولُه ... حَقًا إليهِ بأَصْبُعٍ وَبَنَانِ
في مَجْمَعِ الحجِ العَظِيمِ بموقِفٍ ... دُوْنَ المُعَرَّفِ مَوْقِفِ الغُفْرَانِ
مَن قالَ مِنكم مَن أشار بأصْبُعٍ ... قُطِعَتْ فِعِنْدَ الله يَجْتَمَعانِ
واللهُ أكبرُ ظاهرٌ مَا فَوقَه ... شَيءٌ وشَأنُ الله أعْظَمُ شانِ
واللهُ أكبرُ عرشُهُ وَسِعَ السَّما ... والأَرضَ والكُرْسَيّ ذَا الأَركانِ
وكذلكَ الكُرْسِيُّ قَدْ وَسعَ الطِّبَا ... قَ السَّبعَ والأَرضينَ بالبُرْهَانِ
والربُ فوقَ العَرشِ والكرسي لا ... يَخفى عليهِ خَوَاطِرُ الإنسانِ
«فصل في مصارع النفاة والمعطلِّين بألسنة ...
أمراء الإثبات الموحدين»
وإذا أردت تَرى مصارع من خلا ... من أمة التعطيل والكفران
وتَراهم أسرى حقير شأنهم ... أيديهم غلت إلى الأذقان
وتراهم تحت الرماحِ دَرِيْئَةً ... ما فيهم مِن فارِسٍ طَعَّانِ