يَا وَيحَ أَنْصَارِ النبيّ وَرَهْطِهِ! ... بَعدَ المغَيَّبِ في سَوَاءِ المُلْحَدِ
جَنْبِي يَقِيكَ التّرْبَ لَهْفِي ليَتْنَي ... كُنْتُ المُغيِّبَ في الضَّرِيحِ المُلْحَد!
يا بِكْرَ آمِنَةَ المُبارَكَ ذِكْرُهُ ... وَلَدَتْهُ مُحْصَنَةٌ بسَعدِ الأَسْعُدِ
نُورًا أَضَاءَ عَلى البَرِيّةِ كُلِّهَا، ... مَنْ يُهْدَ لِلنُّورِ المُبارَكِ يَهتَدِي
أأقِيمُ بَعْدَكَ بالمدِينَةِ بَينَهُمْ ... يَا لَهْفَ نَفِسي لَيتَني لَمْ أولَدِ
بأبي وأُمِي مَنْ شَهِدْتُ وَفَاتَهُ ... في يَومِ الإثنَينِ النبيّ المهتْدَي
فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَلَدِّدًا ... يَا لَيتَني صُبّحْتُ سُمَّ الأَسْوَدِ
أَو حَلَّ أمرُ اللهِ فِينَا عَاجِلاً ... في رَوحَةٍ مِنْ يومِنَا أَو مِن غَدِ
فَتَفُوم سَاعَتُنَا فَنَلْقى سيّدًا ... مَحْضًا مَضَارِبُهُ كَريمَ المحْتِدِ
يا رَبِّ! فَاجْمَعْنَا مَعًا وَنَبِيَّنَا ... في جَنَةٍ تُفقئ عَيُونَ الحُسَّدِ
في جَنّةِ الفِرْدَوسِ واكْتُبها لَنا ... يا ذَا الجَلالِ وذا العُلا وَالسُّؤْدَدِ
وَاللهِ أَسْمَعُ مَا حَيِيتُ بهالِكٍ ... إلاَّ بَكَيتُ عَلى النبيّ مُحَمّدِ
ضَاقَتْ بالأنْصارِ البِلادُ فأصبحُوا ... سُودًا وُجُوهُهُمُ كَلَونِ الإثْمِدِ
وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ وَفِينَا قَبْرُهُ ... وَفُضُولُ نِعمَتِهِ بَنا لا تُجْحَدِ
وَاللهُ أَهْدَاهُ لَنَا وهَدَى بِهِ ... أنْصَارَهُ في كُلِّ سَاعَةٍ مَسْهَدِ
صَلَى الإلَهُ وَمَنْ يَحُفُّ بعَرْشِهِ ... والطّيَبُونَ عَلى المُبَارَكِ أحْمَدِ!
وقال حسانُ بنُ ثابت يَرثِي النبي: صلى الله عليه وسلم:
يَا عَينِ جُودِي بدَمْعٍ مِنْكِ إسْبالِ! ... وَلا تَمَلِّنّ مِنْ سَحٍّ وإعْوَالِ!
لا يَنْفَدَنّ لِيَ بعد اليَومِ دَمْعُكُمَا ... إنّي مُصَابٌ وإنّي لَسْتُ بالسَّالِي
فَإِنَّ مَنْعَكُما مِنْ يَعْدِ بَذْلِكُمَا ... إِيَّايَ مِثْلُ الذِي قَدْ غُرَّ بالآلِ!
لَكِنْ أَفِيضِي على صَدْرِي بأرْبَعَةٍ ... إنَّ الجوَانِحَ فِيها هَاجِسٌ صَالِي