آخر:
فَيا وَيحَ مَن شَبَّتْ على الزَّيغِ نَفْسُهُ ... إلى أن دَهَاهَا الشّيبُ وهو نَذِيرُ
وماتَ ومَا لاقَى سِوَى الخِزْي والشَّقَا ... وَوَبخَهُ بَينَ القُبُورِ نَكِيرُ
ولاَقَى إلهَ العَرْشِ فِي ثَوبِ حَسْرةٍ ... وقد كان في ثَوبِ الغُرُورِ يَدُورُ
فقَال خُذُوهُ لِلَجَحِيمِ مُكَبَّلاً ... وصَلَّوهُ نارًا إنّهُ لَكَفُورُ
ويا فَوزَ مَن أَدَّى مَنَاسِكَ دَينِه ... وعاشَ سَليمَ القلْبِ وهْوَ طَهُورُ
وتَابَعَ دِينَ الحَقِّ فِقْهًا وحِكْمَةً ... ولبَّى نِدَاءَ اللهِ وهْوَ شَكُورُ
فَهَذا الذِي في الخُلْدِ يَنْعَمُ بالُه ... وَتَحْظَو بهِ بَينَ الأرَائِكِ حُورُ
فَلاَ تُهْمِلُو يا قَومُ آدابَ دِينِكمْ ... فَهَجْرُ طرِيق الأنْبِيَاءِ فُجُورُ
وما العَيشُ إلاَّ غَمْضَةٌ والتِفَاتَةٌ ... وحُلْوُ أَمَانِي فَوتهُنَّ مَرِيرُ
وما المَرْءُ إلاَّ طائِرٌ وَجَناحُهُ ... مُرُورُ لَيَالِي العُمْرِ وهْوَ قَصِيرُ
ومَا الموَتَ إلاَّ جَارِحٌ لا يَعوُقُهُ ... إذا انقَضَّ بُنْيَانٌ عَلاَ وقُصُورُ