العِلمُ أَشرفُ مَطْلُوبٍ وَطَالِبُهُ ... للهِ أكْرمُ مَن يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
العِلمُ نُورٌ مُبَينٌ يَسْتَضِيءُ بِهِ ... أهْلُ السَّعَادَةِ والجهُالُ في الظُلَمِ
العِلمُ أعَلىَ حَياةٍ لِلعِبَادِ كَمَا ... أهْلُ الجَهَالَةِ أمْواتٌ بِجَهْلِهِمِ
لاسَمْعَ لا عَقْلَ بَلْ لا يُبْصِرُونَ وفي ... السَّعِيرِ مُعْتَرِفٌ كُلٌ بِذَنْبِهِمِ
فالجَهلُ أصلُ ضَلالِ الخلقِ قاطبةً ... وأصلُ شقْوتهِم طُرًا وظُلْمِهِمِ
والعلمُ أصل هُدَاهُم مَعَ سَعَادَتِهِمْ ... فَلاَ يَضلُ ولا يَشْقَى ذَوُو الحِكَمِ
والخَوفُ وَالجَهلُ والحزْنُ الطَّويلُ بِهِ ... وعَنِ أُولِي العِلمِ مَنْفِيَانِ فاعْتَصِمِ
العلمُ واللهِ مِيراثُ النُبُوَّةِ لاَ ... مِيرَاثَ يُشْبِهُهُ طُوبَى لِمقْتَسِمِ
لأنه إرثُ حَقٍ دَائمٍ أَبدًا ... ومَا سِوَاهُ إلى الإِفْنَاءِ والعَدَمِ
ومنه إرْثُ سليمان النبوةَ والْـ ... ـفَضْلَ المبينَ فما أولاهُ بالنعِمِ
كذا دَعَا زكريا رَبَّهُ بِولِي ... الآلِ خَوفَ الموالي مِن ورائهِمِ
العِلمُ مِيزَانُ شَرْعِ اللهِ حَيْثُ بِهِ ... قَوَامٌ هُوَ بِدُونِ العِلْمِ لَمْ يقُمِ
وكُلَّما ذُكر السلطان في حُجج ... فالعلم لا سلطة الأيدي لمحتكم
فَسُلْطَةُ اليد بالأبدان قاصرة ... تكون بالعدل أو بالظلم والغشم
وسلطة العلم تنقاد القلوب لها ... إلى الهدى وإلى مرضاة ربهم
ــ
ويذهب الدين والدنيا إذا ذهب الـ ... ـعلْمُ الذي فيه منجاة لمعتصم
العلم يا صاح يستغفر لصاحبه ... أهل السموات والأرضين من أمم
كذاك تستغفر الحيتان في لحجٍ ... من البحار له في الضوء والظلم
وخارج في طلاب العلم محتسبًا ... مجاهد في سبيل الله أي كمي
وأن أجنحة الأملاك تبسطها ... لطالبيه رضًا منهم بصنعهم ...
والسالكون طريق العلم يسلكهم ... إلى الجنان طريقًا بارئ النسم
والسامع العلم والواعي ليحفظه ... مؤديًا ناشرًا إياه في الأمم
فيا نضارته إذ كان متصفًا ... بذا بدعوة خير الخلق كلهم