من لاعبَ الثعبانَ في كَفِّهِ ... هَيهاتَ أنْ يَسلمَ مِن لَسْعَتِهْ
مَن عاشَر الأحمقَ في حَالِهِ ... كَانَ هُو الأحمقُ في عِشْرَتِهْ
لا تَصْحَبِ النذَل فتردَى بِهِ ... لا خَيرَ في النَّذْلِ ولا صُحْبَتِهْ
مَن اعتراكَ الشكَ في جِنْسِهِ ... وحَالِهِ فانْظُرْ إلَى شِيمَتِهْ
مَن غرَسَ الحنظلَ لا يَرتَجِي ... أنْ يَجْتَنِي السُكَّرَ مِن غَرْسَتِهْ
مَن جَعَلَ الحقَّ لَهُ ناصِرًا ... أيدَهُ اللهُ عَلَى نُصْرَتِهْ
واقْنَعْ بِمَا أعطاكَ مِن فَضْلِهِ ... واشْكُر لِمَولاكَ عَلَى نِعْمَتِهْ
وانْظُرْ إلى الحُرِ وأحْوالِهِ ... واجْلِسْهُ بينَ النَّاسِ في رُتْبَتِهْ
لا بَاركَ اللهُ العلي في امْرِئٍ ... يَلْدَغُ كَالعقرِب في لَدْغَتِهْ
لا تَطْلبِ الإحسانَ مِن غادرٍ ... يَرُوغُ كالثَّعلبِ في رَوغَتِه
لا خيرَ في الجارِ إذا لَمْ يَكُنْ ... ذَا عِفَّةٍ يُؤْثِرُ في عِفَّتِهْ
الناسُ خُدَّام لِذي نِعْمَةٍ ... وكُلُهم يَرْغَبُ في خِدْمَتِهْ
وإنْ تَزوجْتَ فَكُنْ حَاذقِا ... واسْألْ عن الغُصْنِ وعن مَنْبَتِهْ
وابْحَثْ عن الصِّهْرِ وأحْوالِهِ ... مِن عُنْصِر الحَي وذِي قُرْبَتِهْ
يَا حَافَر الحُفْرَةِ أقْصِرْ فَكَمْ ... مِنْ حَافِرٍ يُصْرعُ في حُفْرَتِهْ
إذَا دَعَا المَظْلُومُ في لَيلِهِ ... فَزِعًا لِيَقْبَل الله في دَعْوَتِهِ
سَيما إذا كَانَ أخَا حُرْقَةٍ ... وباتَ يَسْقِي الدمعَ مِن عَبْرَتِهْ
أكَرمْ غَريبَ الدارِ واعْمَلْ عَلَى ... رَاحَتِهِ مَا دَامَ في غُرْبَتِهْ
آخر:
لا تُورِدَّنَ عَلى سَمْعِي مِن الكَلِمِ ... عِند المُلاَقاةِ إلاَّ طَيِّبَ الحِكَمِ
إمَّا سُؤالٌ لِقَصْدِ الرُشْدِ حَرَّرَهُ ... ذُو فِطْنَةٍ آخِذٌ لِلْعِلْمِ عَن عُلُمِ
لَيسَ المِرَاءُ وَرَدُّ الحقِ مَذْهَبُهُ ... وإنَمَّا هُوَ بالتَّحْصِيلِ ذُو نَهَمِ
أو زُبْدَةٌ مِن فُنُونِ العِلم خَالِصةً ... عن التَّشَكْكِ والتَّخْلِيطِ والوَهمِ
أو نُكْتَةٌ لذَوِي الآدابِ مُطْرِبَةً ... يَهْتَزُّ مِنها فُؤادُ الحاذِي الفَهِمِ