أتَبْخَلُ تَائِهًا شَرِهًا بِمَالٍ ... يَكُونُ عليكَ بَعْدَ غَدٍ وَبَالاَ
فَما كَانَ الذي عُقْبَاهُ شَرٌّ ... وَمَا كَانَ الخَسِيسُ لَدَيكَ مالاَ
فَبِتُّ مِنَ الأُمُورِ بكَلِّ خَيرٍ ... وأَشْرَفِهَا وأُكْمَلِهَا خِصَالا
وَكُنْ بَشًّا كَرِيمًا ذَا انْبِسَاطٍ ... وفِيمَنْ يَرْتَجِيكَ جمِيلَ رَأْي
بَعِيدًا عن سَماعِ الشَّرِّ سَمْحًا ... نَقِيِّ الكَفِّ عَنْ عَيبِ وَثَأْي
مُعِينًا لِلأْرامِلِ واليَتَامَى ... أمِينَ الجَيب عَنْ قُرْبٍ ونَأَي
وَصُولاً غَيرَ مُحْتَشِمٍ زَكِيًّا ... حَمِيدَ السَّعْيِ في إنْجازِ وَأْي
تَلَقَّ مَوَاعِظِي بقَبُول صِدقٍ ... تَفُزْ بِالأَمْنِ عِنْدَ حُلُولِ لأْيِ
إلى دُنْياكِ انْظُرْ باعْتِبَارِ ... تَجِدْها دارَ ذلٍّ مَعْ فَنَاءِ
إلىَ كَمْ تَحْمِلُ الأَوزارَ فِيهَا ... مَعَ الشَّهَواتِ تَسْري يا مُرَائِي
أمَا آنَ انْتِبَاهُكَ مِنْ غُرُورٍ ... بهِ أَصْبَحْتَ بَينَ الأغْبِيَاءِ
تَيَقَّظْ وانْتَبِهْ واقْبِلْ بقَلْبٍ ... على مَولاك تَظْفَر باهْتداءِ
وَقِفْ بالبابِ واطْلُبْ مِنهُ فَتْحًا ... عَسَى تَحْظَى بصُبْحٍ أَو مَسَاءِ
إلهُ العَرْشِ يَقْبَلُ كُلَّ عَبْدٍ ... إليهِ فَازَ مِنْ فورٍ أَجَابَا
ورَاقَبَ ربَّهُ في كُلِّ أَمْرٍ ... وحَاسَبَ نَفْسَهُ ولَهُ أنَابَا
وبالأسْحارِ يَطْلُبُ مَنْحَ فَضْلٍ ... فَيَفْتح لِلْقَبُولِ الحَقَّ بَابَا
لِيَمْنَحَ كُلَّ مَنْ وَافَى ذلِيلاً ... إِلىَ أعْتَابهِ وَبَكَى وَتَابَا
تَبِيتُ على المَعَاصِي والمَسَاوِي ... فأَنْتَ بِغَفْلَةٍ واللهِ بتَّا
يُدِيمُ عَلَيكَ إحْسَانًا وفَضْلاً ... وأَنْتَ تُدِيمُ لُؤُمًا أينَ كُنْتَا
وبالعِصْيَانِ تَخْطُرُ باخْتِيَالٍ ... سَكِرْتَ مِنَ الغُرورِ وَمَا صَحَوتَا