وليس في صفات الله نفي محض؛ لأن النفي المحض عدم لا ثناء فيه ولا كمال، بل هو لا شيء، ولأن النفي أحيانا يرد لكون المحل غير قابل له، مثل قولك: الجدار لا يظلم.

وقد يكون نفي الذم ذما، كما في قول:

قبيلة لا يغدرون بذمة ... ولا يظلمون الناس حبة خردل

فنفي الغدر عنهم والظلم ليس مدحا، بل ذم ينبئ عن عجزهم وضعفهم.

وقال آخر:

لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد ... ليسوا من الشر في شيء وإن هانا

يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ... ومن إساءة أهل السوء إحسانا

كأن ربك لم يخلق لخشيته ... سواهم من جميع الناس إنسانا

فليت لي بهمو قوما إذا ركبوا ... شنوا الإغارة ركبانا وفرسانا

فنفى أن يكون يد في الشر، وبين أن ذلك لعجزهم عن الانتصار لأنفسهم، وتمنى أن يكون له قوم خير منهم وأقوى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015