يمكن الجمع بين الآيات والواقع.

قوله: «والله فوق العرش» . هذا نص صريح بإثبات علو الله تعالى علوا ذاتيا، وعلو الله ينقسم إلى قسمين:

أ - علو الصفة، وهذا لا ينكره أحد ينتسب للإسلام، والمراد به كمال صفات الله؛ كما قال تعالى: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النحل:60] .

ب - علو الذات، وهذا أنكره بعض المنتسبين للإسلام فيقولون: كل العلو الوارد المضاف إلى الله المراد به علو الصفة، فيقولون في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (والله فوق العرش) ؛ أي: في القوة والسيطرة والسلطان وليس فوقه بذاته.

ولا شك أن هذا تحريف في النصوص وتعطيل في الصفات.

والذين أنكروا علو الله بذاته انقسموا إلى قسمين:

أ - من قال: إن الله بذاته في كل مكان، وهذا لا شك ضلال مقتض للكفر.

ب - من قال: إنه لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا متصل بالخلق ولا منفصل عن الخلق، وهذا إنكار محض لوجود الله والعياذ بالله، ولهذا قال بعض العلماء: لو قيل لنا: صفوا العدم؛ ما وجدنا أبلغ من هذا الوصف.

ففروا من شيء دلت عليه النصوص والعقول والفطر إلى شيء تنكره النصوص والعقول والفطر.

قوله: «لا يخفى عليه شيء من أعمالكم» . يشمل أعمال القلوب وأعمال الجوارح المرئي منه والمسموع؛ وذلك لعموم علمه وسعته، وإنما أتى بذلك بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015