لأن حقيقة الأمر أن الإنسان إذا مات قامت قيامته وارتحل إلى دار الجزاء.
ويقرن الله الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر كثيرا؛ لأن الإيمان باليوم الآخر يحمل الإنسان إلى الامتثال، فإنه إذا آمن أن هناك بعثا وجزاء، حمله ذلك على العمل لذلك اليوم، ولكن من لا يؤمن باليوم الآخر لا يعمل، إذ كيف يعمل لشيء وهو لا يؤمن به؟ !
قوله: {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ} أي: أتى بها على وجه قويم لا نقص فيه، والإقامة نوعان:
إقامة واجبة، وهي التي يقتصر فيها على فعل الواجب من الشروط والأركان والواجبات.
وإقامة مستحبة: وهي التي يزيد فيها على فعل ما يجب فيأتي بالواجب والمستحب.
قوله: {وَآتَى الزَّكَاةَ} . آتى تنصب مفعولين: الأول هنا الزكاة، والثاني: محذوف تقديره: مستحقها.
والزكاة: هي المال الذي أوجبه الشارع في الأموال الزكوية، وتختلف مقاديرها حسب ما تقتضيه حكمة الله - عز وجل -.
قوله: {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} . في هذه الآية حصر طريقه الإثبات والنفي.
لم يخش نفي، إلا الله إثبات، والمعنى: إن خشيته انحصرت في الله -عز وجل- فلا يخشى غيره.
والخشية نوع من الخوف، لكنها أخص منه، والفرق بينهما:
1 - أن الخشية تكون مع العلم بالمخشي وحاله، لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] ، والخوف قد يكون من الجاهل.