و" في ": يحتمل أن تكون للظرفية؛ لأن الأصل فيها الظرفية، ويحتمل أن تكون للسببية؛ لأن " في " تأتي أحيانا للسببية كما في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دخلت امرأة النار في هرة» ، أي: بسبب هرة.
وقوله: " في الله ". أي: من أجله، إذا قلنا: إن في للسببية، وأما إذا قلنا: إنها للظرفية، فالمعنى: من أحب في ذات الله، أي: في دينه وشرعه لا لعرض الدنيا.
قوله: " وأبغض في الله ". البغض الكره، أي: أبغض في ذات الله إذا رأى من يعصي الله كرهه.
وفرق بين " في " التي للسببية و" في " التي للظرفية، فالسببية الحامل له على المحبة أو البغضاء هو الله، والظرفية موضع الحب أو الكراهة هو في ذات الله - عز وجل - فيبغض من أبغضه الله، ويحب من أحبه.
قوله: " ووالى في الله ". الموالاة: هي المحبة والنصرة وما أشبه ذلك.
قوله: " وعادى في الله ". المعاداة ضد الموالاة، أي: يبتعد عنهم ويبغضهم ويكرههم في الله.
قوله: " فإنما تنال ولاية الله بذلك ". هذا جواب الشرط، أي: يدرك الإنسان ولاية الله ويصل إليها؛ لأنه جعل محبته وبغضه وولايته ومعاداته لله.
وقوله: " ولاية ". يجوز في الواو وجهان: الفتح والكسر، قيل: معناهما واحد، وقيل: بالفتح بمعنى النصرة، قال تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} ، وبالكسر بمعنى الولاية على الشيء.