محذوف، أي: عبد مؤمن، وعبد كافر.
و" أصبح ": من أخوات كان، واسمها: " مؤمن "، وخبرها: " من عبادي ".
ويجوز أن يكون " أصبح " فعلا ماضيا ناقصا، واسمها ضمير الشأن، أي: أصبح الشأن، فـ " من عبادي " خبر مقدم، و" مؤمن ": مبتدأ مؤخر، أي: أصبح شأن الناس منهم مؤمن ومنهم كافر.
قوله: " فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته ". أي: قال بلسانه وقلبه، والباء للسببية، والفضل: العطاء والزيادة.
والرحمة: صفة من صفات الله، يكون بها الإنعام والإحسان إلى الخلق.
وقوله: " فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب ". لأنه نسب المطر إلى الله ولم ينسبه إلى الكوكب، ولم ير له تأثيرا في نزوله، بل نزل بفضل الله.
قوله: «وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا» . الباء للسببية، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب، وصار كافرا بالله؛ لأنه أنكر نعمة الله ونسبها إلى سبب لم يجعله الله سببا، فتعلقت نفسه بهذا السبب، ونسي نعمة الله، وهذا الكفر لا يخرج من الملة؛ لأن المراد نسبة المطر إلى النوء على أنه سبب وليس إلى النوء على أنه فاعل.
لأنه قال: «مطرنا بنوء كذا» ، ولم يقل: أنزل علينا المطر نوء كذا؛ لأنه لو قال ذلك لكان نسبة المطر إلى النوء نسبة إيجاد، وبه نعرف خطأ من قال: إن المراد بقوله: " مطرنا بنوء كذا " نسبة المطر إلى النوء نسبة إيجاد؛ لأنه لو كان هذا هو المراد لقال: أنزل علينا المطر نوء كذا ولم يقل مطرنا به.
فعلم أن المراد أن من أقر بأن الذي خلق المطر وأنزله هو الله، لكن النوء هو السبب، فهو كافر، وعليه يكون من باب الكفر الأصغر الذي لا يخرج من الملة.