«قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب» .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: " قالوا: الله ورسوله أعلم ". فيه إشكال نحوي؛ لأن " أعلم " خبر عن اثنين، وهي مفرد، فيقال إن اسم التفضيل إذا نوي به معنى " من " وكان مجردا من أل والإضافة لزم فيه الإفراد والتذكير.
وفيه أيضا إشكال معنوي، وهو أنه جمع بين الله ورسوله بالواو، مع أن «الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قال له الرجل: ما شاء الله وشئت. قال: أجعلتني لله ندا؟ !» (?) ، فيقال: إن هذا أمر شرعي، وقد نزل على الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأما إنكاره على من قال: ما شاء الله وشئت فلأنه أمر كوني، والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس له شأن في الأمور الكونية.
والمراد بقولهم: " الله ورسوله أعلم " تفويض العلم إلى الله ورسوله، وأنهم لا يعلمون.
قوله: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر» . " مؤمن " صفة لموصوف