إفراد الله بالعبادة

وقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: 36] .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

شرع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقوله: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} أي: كف الأذى عنهما؛ ففي قوله: إحسانا: بذل المعروف، وفي قوله {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} : كف الأذى، ومعنى "أف": أتضجر؛ لأنك إذا قلته؛ فقد يتأذيان بذلك، وفي الآية إشارة إلى أنهما إذا بلغا الكبر صارا عبئا على ولدهما؛ فلا يتضجر من الحال، ولا ينهرهما في المقال إذا أساءا في الفعل أو القول.

قوله: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} ، أي: لينا حسنا بهدوء وطمأنينة؛ كقولك: أعظم الله أجرك، أبشري يا أمي: أبشر يا أبي، وما أشبه ذلك؛ فالقول الكريم يكون في صيغته، وأدائه، والخطاب به، فلا يكون مزعجا كرفع الصوت مثلا، بل يتضمن الدعاء والإيناس لهما.

والشاهد من هذه الآية: قوله تعالى: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} : فهذا هو التوحيد لتضمنه للنفي والإثبات.

الآية الرابعة قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} ... الآية. {وَلَا تُشْرِكُوا} في مقابل "لا إله"؛ لأنها نفي.

وقوله: {وَاعْبُدُوا} في مقابل "إلا الله"؛ لأنها إثبات

وقوله: {شَيْئًا} نكرة في سياق النهي؛ فتعم كل شيء: لا نبيا، ولا ملكا، ولا وليا، بل ولا أمرا من أمور الدنيا؛ فلا تجعل الدنيا شريكا مع الله، والإنسان إذا كان همه الدنيا كان عابدا لها؛ كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تعس عبد الدينار،»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015