السمعيات كل ما ثبت بالسمع أي بطريق الشرع ولم يكن للعقل فيه مدخل، وكل ما ثبت عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أخبار فهو حق يجب تصديقه سواء شاهدناه بحواسنا، أو غاب عنا، وسواء أدركناه بعقولنا أم لم ندركه لقوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} . وقد ذكر المؤلف من ذلك أمورا:
الأمر الأول: الإسراء والمعراج:
الإسراء لغة: السير بالشخص ليلا وقيل: بمعنى سرى.
وشرعا: سير جبريل بالنبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من مكة إلى بيت المقدس لقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} .
والمعراج لغة: الآلة التي يعرج بها وهي المصعد.
وشرعا: السلم الذي عرج به رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من الأرض إلى السماء لقوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} . إلى قوله: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} . وكانا في ليلة واحدة عند الجمهور، وللعلماء خلاف متى كانت؟ فيروى بسند منقطع عن ابن عباس وجابر رضي الله عنهم أنها ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول