جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل بل يثبتها كما أثبتها السلف الصالح.
فمن ذلك الاستواء، والنزول، والوجه، واليد، والرحمة، والعلم، والغضب، والإرادة وغير ذلك كلها صفات لله عز وجل تثبت له سبحانه كما جاءت في الكتاب العزيز وكما جاءت في السنة الصحيحة نثبتها له كما أثبتها السلف الصالح من أهل السنة والجماعة، وكما أثبتتها الرسل عليهم الصلاة والسلام. فنقول استوى على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته، ليس كما تقول الجهمية استولى فإنه ليس في موقف المغالب جل وعلا فلا أحد يغالبه فهو مستول على كل شيء جل وعلا وقاهر له، ولكن الاستواء صفة خاصة بالعرش معناه العلو والارتفاع فهو عال فوق خلقه مرتفع فوق عرشه استواء يليق به سبحانه لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا، فاستواؤه أمر معروف كما قال مالك - رحمه الله -: ((الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة)) ، وكما قال ربيعة شيخ الإمام مالك - رحمهما الله - وكما قالته أم سلمة رضي الله عنها وكما قاله أهل السنة والجماعة، فالصفات معلومة وكيفها مجهول والإيمان بها واجب، هذا طريق الصفات كلها، العلم، والرحمة، والغضب، والوجه، واليد، والقدم، والأصابع وغير ذلك مما جاءت به الآيات، والسنة الصحيحة طريقها واحد، وهكذا حديث النزول نؤمن به ونثبت معناه لله على الوجه اللائق به ولا يعلم كيفيته سواه، فنقول ينزل بلا كيف كما يشاء سبحانه وتعالى نزولا يليق بجلاله وعظمته لا ينافي علوه وفوقيته سبحانه وتعالى ولا يشابه نزول المخلوقين.
وهكذا استواؤه على العرش لا ينافي علمه بالأشياء وإحاطته بها وأنه مع عباده ومع أهل طاعته من عباده بعلمه واطلاعه سبحانه وتعالى كما قال عز