ذلك عليه الصلاة والسلام، ومما ينبغي التنبيه عليه أنه يجب على المريض أن يؤدي الصلاة في وقتها على حسب استطاعته: إن قدر قائما فقائما، وإن لم يستطع صلى قاعدا، وإن لم يستطع صلى على جنبه، فإن لم يستطع فمستلقيا، ولا يجوز له تأخير الصلاة إلى وقت آخر كما يفعل بعض المرضى ويؤخرها لعله يشفى ليصليها على وجه أكمل، بل يجب على المريض أن يصلي في الوقت على حسب حاله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة لما كان مريضا: «صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب (?) » رواه البخاري في الصحيح، زاد النسائي: «فإن لم تستطع فمستلقيا» فبين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أن الواجب على المريض أن يصلي على حسب استطاعته: قائما إذا استطاع، فإن عجز الرجل أو المرأة صلى قاعدا على أي صفة كان: متربعا أو محتبيا وغير ذلك، على أي حال كان من القعود على حسب حاله، والأفضل التربع إذا تيسر ذلك؛ لحديث عائشة رضي الله عنها الوارد في ذلك، فإن عجز عن القعود صلى على جنبه، والأفضل على جنبه الأيمن إذا تيسر، فإن لم يتيسر الأيمن فالأيسر، فإن عجز صلى مستلقيا على ظهره ورجلاه إلى القبلة، ثم لا بد من الوضوء مع القدرة، فإن لم يستطع فيتيمم بالتراب يكون عند سريره شيء من التراب في إناء أو في كيس يتيمم به عند عجزه عن الماء، والواجب على المسئولين في المستشفيات أن يضعوا تحت أسرة المرضى ما يتيممون به إذا عجزوا عن الماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره (?) » وفي اللفظ الآخر: «وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء (?) » .
والله يقول في كتابه العزيز: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} (?) والصعيد هو وجه الأرض وترابها، فالواجب على المسئولين في كل مستشفى، وفي هذا المستشفى أن يعنوا بهذا الأمر، وعلى الأطباء والطبيبات أن يعنوا بهذا الأمر حتى