فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (?).
وتوعد اللَّه أقومًا قالوا على اللَّه بغير علم، فقال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ} (?).
وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (?).
وأخبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما صح عنه بطريق التواتر اللفظي: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعمَّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" (?).
ثمّ أَمَّا بَعْد:
لقد بعث اللَّه سبحانه وتعالى نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى عباده رحمة لهم ونورًا يمشون على هداه، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (?)، وأمره اللَّه عز وجل أن يكون رحيمًا بنا وهكذا كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أمته، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (?).
ودلت السنة الكريمة على حسن خلق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع المسلمين وغيرهم، وأنه لم يكن متعنتًا بل كان خلقه القرآن كما قالت أم المؤمنين -رضي اللَّه عنها-، وكان يعلم أصحابه ذلك ويحثهم على التمسك به وعلى التوسط في الأمور وعدم المغالاة في المعاملات كلها، قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ" (?).
وقد روى أحمد من حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: