محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقاتلون عن دينه (?).
وروى السدي عن أبي مالك عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- في قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} قال: هم أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (?).
وروى سنيد المصيصي، ثنا حجاج، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه- قال: لما نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قرأها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على الناس وقال: "النَّاسُ خَيْرٌ وَأَنَا وَأَصْحَابِي خَيْرٌ" وصدق أبا سعيد عليه زيد بن ثابت ورافع بن خديج -رضي اللَّه عنهما- (?).
وفي "مسند البزار" بسند غريب عن جابر رفعه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ أَصْحَابِي عَلَى الْعَالَمِينَ سِوَى النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ. . . " الحديث.
والآثار في هذا المعنى كثيرة.
والخير هنا اسم جنس مضاف أو صيغة أفعل مضافة فتعم جميع أنواع الخير فمتى جعل أحد من الصحابة في التعديل كمن بعده حتى ينظر في عدالته ويبحث عنها لم يكن خيرًا ممن بعده مطلقًا.
فإن قيل: هذه الأحاديث معارضة بما روي في حق (آخر هذه) (?) الأمة من الفضل كقوله ووم: "وَدِدْتُ أَنْ قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا".
قالوا: يا رسول اللَّه أولسنا إخوانك؟
قَالَ: "أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ".
أخرجه مسلم وروى معناه من عدة طرق (?).