الخمسة.
وروى سعيد بن منصور في "سننه" (?) عن هشيم، أنا عبيدة، عن إبراهيم وجويبر بن الضحاك؛ أن حفصة أم المؤمنين زارت أباها ذات يوم وكان يومها فلما جاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم يرها في المنزل أرسل إلى جاريته مارية القبطية فأصاب منها في بيت حفصة -رضي اللَّه عنه- فجاءت حفصة على تلك الحال، فقالت: يا رسول اللَّه أتفعل هذا في بيتي وفي يومي؟
قال: "فَإِنَّهَا عَلَيَّ حَرَامٌ، لَا تُخبِرِي بِذَلِكَ أَحَدًا".
فانطلقت حفصة إلى عائشة -رضي اللَّه عنهما- فأخبرتها بذلك؛ فأنزل اللَّه عز وجل في كتابه: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} إلى (ص 19) قوله: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} فأمر أن يكفر عن يمينه ويراجع أمته.
وهذا مرسل صحيح، والعمدة فيه رواية إبراهيم النخعي دون جويبر.
وفي "سنن الدارقطني" من حديث أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال: وجدت في كتاب أبي عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- قال: وجدت حفصة -رضي اللَّه عنها- عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أم إبراهيم في يوم عائشة -رضي اللَّه عنها- فقالت: لأخبرنها، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هِيَ عَليَّ حَرَامٌ إِنْ قَرُبْتهَا" فأخبرت عائشة بذلك، فأعلم اللَّه رسوله ذلك فعرف حفصة بعض ما قالت، قالت: من أخبرك؟
قال: "نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الخَبِيرُ" فآلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من نسائه شهرًا؛ فأنزل اللَّه تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} الآية.
قال ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: فسألت عمر -رضي اللَّه عنه- من اللتان تظاهرتا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟
فقال: حفصة وعائشة -رضي اللَّه عنهما- (?).
قُلْتُ: محمد بن عبد العزيز هذا إن كان الزهري فقد ضعفه الدارقطنى وغيره، وقال النسائي: متروك.