فردَّه، ثم بعث إِلَى آخر فبعث إِلَيْهِ بناقة، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَ فُلَانٍ -لِلْمَانِعِ الْأَوَّلِ- وَاجْعَلْ رِزْقَ فُلَانٍ يَوْمًا بِيَوْمٍ -لِلَّذِي بَعَثَ بِالنَّاقَةِ».
وخرَّج ابن أبي الدُّنْيَا من حديث أبي هريرة مرفوعا "اللهم من أجبني فارزقه العفاف والكفاف، ومن أبغضني فأكثر ماله وولده". (?)
وفي الترمذي وابن ماجه (?) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا».
وخرَّجه الطبراني (?) وزاد في أوله "ابن آدم جمعتُ عندك ما يكفيك، وأنت تطلب ما يطغيك، لا بقليل ولا من كثير تشبع" وزاد في آخره، "فعلى الدُّنْيَا العفاء".
وقال عمر (?): كونوا أوعية الكتاب ينابيع للعلم، وسلوا الله رزق يوم بيوم، وعدوا أنفسكم في الموتى، ولا يضركم أن لا يكثر لكم".
والكفاف من الرزق هو ما ليس فيه فضل لأنّ يكتفي به صاحبه من غير فضل.
وجاء من حديث ابن عباس (?) مرفوعًا: "وإنَّما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه" خرَّجه ابن أبي الدُّنْيَا.
والمراد أن من اكتفى من الدُّنْيَا باليسير وقنعت به نفسه، فقد كفاه ذلك واستغنى به وإن كان يسيرًا.
قال أبو حازم: إن كان يغنيك ما يكفيك، فإن أدنى ما في الدُّنْيَا يكفيك،