الوصول إِلَى الله نوعان: أحدهما في الدُّنْيَا، والثاني في الآخرة.
فأما الوصول الدنيوي فالمراد به:
أن القلوبَ تصل إِلَى معرفته، فإذا عرفته أحبته، وأنِست به، فوجدته منها قريبًا ولدعائها مجيبًا.
كما في بعض الآثار: "ابن آدم اطلبني تجدني فإن وجدتني وجدتَ كلَّ شيء، وإن فِتُّكَ فاتك كل شيء.
برزَ المرسوم منّا ... لا نُخيب قَط ظنا
فاطلبونا تجدونا ... في قلوب قد تسعنا
صابرات راضيات ... بالذي قد يصدر عنّا
كان ذو النون يخرج بالليل فيردد نظره في السماء ويردد هذه الأبيات حتى يصبح وهي هذه:
اطلبوا لأنفسكم ... مثل ما وجدت أنا
قد وجدتُ سكنًا ... ليس في هواه عَنَا
إنْ بعدتُ قربني ... أو قربت منه دنا
وأما الوصولُ الأخرويُّ فالدخولُ إِلَى الجنة التي هي دارُ كرامةِ الله لأوليائه.
ولكنهم في درجاتها متفاوتون في القرب بحسب تفاوت قلوبهم في الدُّنْيَا في القرب والمشاهد بحسب تفاوت قلوبهم في الدُّنْيَا في القرب والمشاهدة.
قَالَ تعالى: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}