الأرض تطوى بالليل".
قَالَ بعض الفضلاء:
اصبر عَلَى مضض الإِدلاج في السَّحَر ... وفي الرَّواح عَلَى الطاعات والبُكَرِ
لا تَضجَرَنَّ ولا يُعجزكَ مطلبها ... فالهمُّ يتلَف بين اليأس والضجَرِ
إني رأيتُ وفي الأيام تجربةٌ ... للصبر عاقبةٌ محمودة الأثرِ
وقل مَنْ جَدَّ وفي أَمْرٍ تَطلبَّه ... واستَصْحَبَ الصَّبر إلاَّ فازَ بالظفرِ
وقد رُوي أن الأشتر دخل عَلَى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد هدأة من الليل وهو قائم يصلّي.
فَقَالَ: يا أمير المؤمنين صوم بالنهار وسهر بالليل وتعب فيما بين ذلك!
فلما فرغ من صلاته قَالَ: سفر الآخرة طويلٌ يحتاج إِلَى قطعه بسير الليل وهو الإدلاج.
كانت امرأةٍ حبيب بن محمد الفارسي توقظه بالليل وتقول: قم يا حبيب؛ فإنَّ الطريق بعيدٌ وزادنا قليلٌ، وقوافل الصالحين قد سارت من بين أيدينا ونحن قد بقينا.
يا نائمًا بالليل كم ترقد ... قُم يا حبيبي قد دنا الموعدُ
وخُذ من الليل أوقاته ... وردًا إذا ما هَجَعَ الرُّقَّدُ
من نام حتى ينقضي ليله ... لم يبلغ المنزل لو يجهدُ
...