المصري قال: "قال الله -عز وجل-: يا معشر المتوجهين إليَّ بحبي، ما ضركم ما فاتكم من الدُّنْيَا إذا كنت لكم حظًّا، وما ضركم من عاداكم إذا كنت لكم سِلْمًا" وفي هذا المعنى يقول القائل:
هنيئًا لمن (أمسى) (?) وأنت حبيبه ... ولو أن (نيران) (?) الغرامِ تذيبهُ
وطوبى لصب أنت ساكن سره ... ولو بان عنه إلفه وقريبه
وما ضر صَبًّا أن يبيت وماله ... نصيبٌ من الدُّنْيَا وأنتَ نصيبهُ
ومن تكُ راضٍ عنه في طي غيبه ... فما ضره في الناس من يستغيبه
فيا علةً في الصدر أنتَ شفاؤها ... ويا مرضًا في القلب أنت طبيبه
عُبيدُك في باب الرجا مُتضرعٌ ... إذا لم تجبه أنت من ذا يجيبه
بعيدٌ عن الأوطان يبكي بذلةٍ ... وهل ذاق طعم الذل إلا غريبه
تصدَّق عَلَى من ضاع منه زمانه ... ولم يدر حتى لاح منه مشيبه
غدا خاسرًا فالعار يكفيه والعنا ... وقد آن من ضوء النهار مغيبه
ومما أنشده (أبو زيد) (?) النجراني -من المتقدمين- رحمة الله عليه:
محبٌّ نفى ما التذ من غمضه الفكر ... وأعقبه ضرًّا فأنهكه الضرُّ
وبات يراعي أنجما [من] (?) بعد أنجم ... ويرعدُ من خوفٍ إِلَى أن بدا الفجرُ
ويخدم مولاه بألطف خدمة ... ويُسعده في حسن خدمته الصبرُ
به وبمن ساواه في الزهد والتقى ... إذا الجدبُ عمَّ الأرض يستنزل القطرُ
محب خلا بالحب خلوة واجد ... خلا بحبيب والظلام له ستر