وقد غلط طوائف من المتأخرين في أمرهم فظنوا أن حالهم هو غاية الكمال، وأن العقلاء كلهم من العُلَمَاء بالله، والعمال لله مقصرون عن درجتهم، وهذا خطأ قبيح جدًّا. ثم أدخلوا في طبقتهم من ليس منهم من المجانين الذين لا حكمة لديهم ولا ظهر شيء من الأحوال الصحيحة [عليهم] (?) وإنَّما تظهر منهم مخالفة الشرعة بالأعمال والأقوال الشنيعة، ولكن أحسنوا الظن بهم لما يظهر من بعضهم من الإخبار بالمغيبات في بعض الأحيان، مما قد ظرفر منه من الرهبان والكهان، ونشأ بهذا السبب اعتقاد أن الأولياء لهم طريقة غير طريقة الأنبياء، وأنهم واقفون مع الحقيقة لا يتقيدون بالشريعة إِلَى غير ذلك من أنواع الضلال والبدع الفظيعة.
ووجد بعض من كان في صدره النفاق كامنًا من أنواع الحلولية والإباحية سبيلا إِلَى إظهار ما في نفوسهم، فعظم الخطب بذلك واشرأب النفاق، ولو سمع بذلك أئمة الطريق العارفون بالله كالجنيد ومن قبله لجاهدوا في الله حق جهاده في إنكار هذه العظائم، ولن تخلو الأرض من قائم لله بحجته {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40].
وقد ورد حديث: "إن أكثر أهل الجنة البُله".
وله طريقان ضعيفان:
أحدهما: مسند من حديث أنس (?)، والآخر: مرسل من مراسيل عمر بن