مجموع الفتاوي (صفحة 6667)

قول السدي بأن النفاق على ثلاثة أوجه

يَقْتُلْهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَبِهَذَا يُجِيبُ مَنْ لَمْ يَقْتُلْ الزَّنَادِقَةَ. وَيَقُولُ: إذَا أَخْفَوْا زَنْدَقَتَهُمْ لَمْ يُمْكِنْ قَتْلُهُمْ وَلَكِنْ إذَا أَظْهَرُوهَا قُتِلُوا بِهَذِهِ الْآيَةِ؛ بِقَوْلِهِ: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} قَالَ قتادة: ذَكَرَ لَنَا أَنَّ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يُظْهِرُونَ مَا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ النِّفَاقِ؛ فَأَوْعَدَهُمْ اللَّهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ فَلَمَّا أَوْعَدَهُمْ بِهَذِهِ الْآيَةِ أَسَرُّوا ذَلِكَ وَكَتَمُوهُ {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} يَقُولُ: هَكَذَا سُنَّةُ اللَّهِ فِيهِمْ إذَا أَظْهَرُوا النِّفَاقَ. قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: قَوْلُهُ: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} يَعْنِي كَمَا قُتِلَ أَهْلُ بَدْرٍ وَأُسِرُوا فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} . قَالَ السدي: كَانَ النِّفَاقُ عَلَى " ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ ": " نِفَاقٌ " مِثْلُ نِفَاقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ نفيل وَمَالِكِ بْنِ دَاعِسٍ فَكَانَ هَؤُلَاءِ وُجُوهًا مِنْ وُجُوهِ الْأَنْصَارِ فَكَانُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَأْتُوا الزِّنَا يَصُونُونَ بِذَلِكَ أَنْفُسَهُمْ. {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} قَالَ: الزُّنَاةُ. إنْ وَجَدُوهُ عَمِلُوا بِهِ وَإِنْ لَمْ يَجِدُوهُ لَمْ يَتَّبِعُوهُ. وَ " نِفَاقٌ " يُكَابِرُونَ النِّسَاءَ مُكَابَرَةً. وَهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَجْلِسُونَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015