مجموع الفتاوي (صفحة 5409)

فصل: في أن سماع المكاء والتصدية لم يفعله أحد من الصحابة والتابعين

وَقَدْ ثَبَتَ فِي فَضْلِ الْبَدْرِيِّينَ مَا تَمَيَّزُوا بِهِ عَلَى غَيْرِهِمْ وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ فَضَّلَهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَأَكْثَرُهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَالْعَشْرَةُ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مَنْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ إلَّا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ. فَقَدْ قِيلَ: إنَّهُ أَقَامَ بِالصُّفَّةِ مَرَّةً وَأَمَّا أَكَابِرُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مِثْلُ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ وَمِثْلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وأسيد بْنِ الحضير وَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ وَأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وأبي بْنِ كَعْبٍ وَنَحْوِهِمْ فَلَمْ يَكُونُوا مِنْ " أَهْلِ الصُّفَّةِ " بَلْ عَامَّةُ أَهْلِ الصُّفَّةِ إنَّمَا كَانُوا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ؛ لِأَنَّ الْأَنْصَارَ كَانُوا فِي دِيَارِهِمْ. وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُنْذِرُ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ وَلَا لِغَيْرِهِمْ.

فَصْلٌ:

وَأَمَّا سَمَاعُ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ: وَهُوَ الِاجْتِمَاعُ لِسَمَاعِ الْقَصَائِدِ الرَّبَّانِيَّةِ سَوَاءٌ كَانَ بِكَفِّ أَوْ بِقَضِيبِ أَوْ بِدُفِّ أَوْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ شَبَّابَةٌ فَهَذَا لَمْ يَفْعَلْهُ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ لَا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَلَا مِنْ غَيْرِهِمْ؛ بَلْ وَلَا مِنْ التَّابِعِينَ بَلْ الْقُرُونُ الْمُفَضَّلَةُ الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {خَيْرُ الْقُرُونِ الَّذِينَ بُعِثْت فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ} لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ يَجْتَمِعُ عَلَى هَذَا السَّمَاعِ لَا فِي الْحِجَازِ وَلَا فِي الشَّامِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015