Q القبوريون بغير علم، هل يعدون من أصحاب البدع المكفرة؟
صلى الله عليه وسلم القبوريون أصناف، ويقصد بهم الذين يعملون البدع عند القبور، سواء كانت بدعاً كفرية شركية مغلظة أو غير مغلظة، وكثير من القبوريين لا يمارسون الشركيات، فكيف نحكم عليهم، وبعضهم يأتي للتبرك، وبعضهم يأتي ليهدي ثواب الأعمال الصالحة عند القبر للأموات، أو يهدي ثواب قراءة القرآن بزعمه، وهذه أمور بدعية، لكنها لا ليس مخرجة من الملة، فإذاً: الحكم على القبوريين بمجرد أنه يوجد من بعضهم شركيات هذا لا يجوز، فلابد أن نفصل، وكل يحكم عليه بعمله، ومع ذلك يبقى الحكم العام غير الحكم على الأعيان، فمثلاً: الكثير ممن يسافرون إلى بعض البلاد التي تعمل فيها من قبل الجهلة بعض الشركيات.
فالزوار الذين يزورون بعض القبور التي يطوف بها الناس، والزائر السائح الجاهل يظن أن هذا الطواف مجرد دوران من أجل التفرج والاستطلاع ولا يدري أنه عبادة فيدور معهم، وذات مرة دخلنا قبراً من باب النصيحة والاستطلاع وكان يطوف حوله الناس، فعكسنا الاتجاه، فقال لنا سادن القبر: اعكس يا حاج اعكس يا حاج، فمن جاء لا يدري أن هؤلاء يطوفون طواف عبادة وهو شرك بالقبر، فلا نستطيع أن نحكم عليه، أو مثلاً: إنسان تذكر نعمة من نعم الله عز وجل عليه فسجد شكراً لله عند القبر ونسي أنه عند القبر فهذا محتمل، وعليه فلا نحكم على العباد حتى نتبين أمرهم.